الأسلحة النارية إلَّا أنهم هزموا قوة الإرهاب بعد أن كبدوهم عددا من الجرحى ، واستطاع عدد كبير منهم الإفلات من قبضة السلطة المجرمة بينما تمكنت بعض مفارز الأمن من اعتقال آخرين . إلى جانب تظاهرة النجف المتميّزة ، انطلقت تظاهرات أخرى في مدينة الكاظمية المقدسة والبصرة وديالى وغيرها من مدن العراق الأخرى . وهنا يجب أن لا ننسى دور بنات الزّهراء ( ع ) ، فقد كانت هناك مجموعة من خيرة المؤمنات قد اشتركن في هذه التظاهرات ، رغم علمهن بالعواقب الخطيرة التي تترتّب فيما لو وقعن في قبضة السلطة ، وكانت الشهيدة ( رحمه اللَّه ) تذكرهن بالأسماء باعتزاز وتقدير وإكبار ، وهكذا كان شهيدنا الغالي يرفع يديه إلى السّماء يدعوا اللَّه تعالى لهنّ ، ولكل المخلصين والمجاهدين الذين وقفوا مع الإسلام في محنته في رجب ، وما تلاه من أشهر الحصار والمعاناة . لما ذا أفرج عن شهيدنا الغالي ؟ : كما أشرنا سابقا : إن اعتقال السيد الشهيد في رجب كان بهدف التصفية الجسدية وليس مجرّد التحقيق عن أحداث رجب العظيمة ، فقد أكَّد سيدنا الشهيد أن كل الدلائل كانت تشير إلى ذلك ، منها أسلوب التعامل ، الكلمات البذيئة التي يسمعها من هذا وذاك ، التهديد القاسي وغير ذلك . وحين حضر المجرم فاضل البرّاك وبدأ باستجواب السيد كان الجوّ يؤكد تلك الحقيقة ، ولكن بعد ساعة واحدة من بداية التحقيق دخل أحد ضباط الأمن وسلَّم فاضل البراك ورقة صغيرة تغيّر بعدها أسلوب التحقيق ، واعتذر البراك للسيّد عن اعتقاله وقال له : في الحقيقة لم يكن هدفنا الاعتقال بل التفاهم حول هذه الأمور التي وقعت ، وبدأ يلاطف السيد الشهيد ( رحمه اللَّه ) . يقول السيد الشهيد - رضوان اللَّه عليه - : لقد أحسست من التغيّر المفاجئ أن حدثا ما قد وقع ولكن ما هو ؟ ولما ذا تغيّر الأسلوب بهذه السرعة ؟ . لم يخف البراك الحقيقة ، فقال للسيّد الشهيد : إن تظاهرات كبيرة جدا في النجف والكاظمية قد خرجت احتجاجا على اعتقالكم ، بينما حقيقة الأمر أن