3 - ما معنى التوجيه الذي تتلقّاه من السيد الخميني ؟ . يقول السيد الشهيد كنت قد أجبت على أسئلتهم بما يناسب حجم التحرك ، وحجم الثورة الإسلامية ، فقد كنت مصمما على الاستشهاد في سبيل اللَّه ، ولذا كنت أتعمّد أن لا أجيب على بعض الأسئلة بغرض إقلاقهم وإرعابهم ، ولكن ظلّ البرّاك يلحّ على إجابة محدّدة ، وبقيت - أيضا - أتعمّد الغموض وكلما انتقل البرّاك إلى أسئلة أخرى بعيدة عن موضوع البرقية عاد مرة أخرى إلى البرقية وكرّر الأسئلة بشكل وآخر . اعتقال السيد الشهيد : لم يكن اعتقال السيد الشهيد بعد أحداث رجب أمرا محتملا فحسب ، بل كان السيد الشهيد يتوقع في أي لحظة أن يعتقل ، ولكن لا للتحقيق أو لا ذلال المرجعية ، كما في المرات السابقة ، بل للاستشهاد في سبيل اللَّه ، وكان ( رضوان اللَّه عليه ) قد هيّأ نفسه لذلك ، وكان من عادته قبل كل اعتقال أن يسلَّم ( الخاتم ) إلى من يثق به ، لكي لا يقع بيد السلطة بعد الاستشهاد . وهكذا فعل في رجب بعد ثلاثة أيام من بداية تقاطر الوفود إلى مبايعته . في يوم الاثنين المصادف 16 رجب عام 1399 ، ه - بدأت قوّات الأمن تكثّف من دوريّاتها ومراقبتها لمنزل السيد الشهيد ، والأزقّة القريبة منه ، وبقيت أرقب الوضع حتى الساعة التّاسعة مساء ، حيث منعت السلطة التجول في الزقاق ، ومنعت المارّة تمهيدا لاعتقال السيد الشهيد . أخبرت السيد الشهيد وأخته العلوية الشهيدة ، وقلت للسيد : إن المجرمين ينوون اعتقالكم غدا ، فالدلائل تشير إلى ذلك . لم يتأثر السيد الشهيد ، ولم يأبه للعشرات من الأمن المدجّجين بالسلاح الذين يجوبون الزقاق ، فذهب إلى مضجعه ونام وهو في غاية الاطمئنان ، بعد أن استعد وتهيّأ لكل ما يمكن أن يقع له على أيدي هؤلاء الجلَّادين .