إلَّا أن السيد الشهيد رفض الاستماع إلى هذه النصائح ، وقرّر أن يكون الجواب بالشكل الذي يناسب وضع إمام الأمة ومقامه ، وكذلك وضع المرحلة الجديدة من الصراع ، خاصة بعد أن عرف الجميع مستوى العلاقة بين السيد الشهيد والإمام الخميني - دام ظله - وبالتدقيق في عبارات البرقية الجوابية ندرك حجم العلاقة ومستوى الوفاء والإخلاص والتفاني الَّذي يكنّه السيد الشهيد للثورة الإسلامية ولقائدها العظيم ، وهذا نص البرقية : بسم اللَّه الرحمن الرحيم سماحة آية اللَّه العظمى الإمام المجاهد السيد روح اللَّه الخميني دام ظله . تلقيت برقيتكم الكريمة التي جسّدت أبوّتكم ورعايتكم الروحية للنجف الأشرف الَّذي لا يزال منذ فارقكم يعيش انتصاراتكم العظيمة ، وإني أستمدّ من توجيهكم الشريف نفحة روحية ، كما أشعر بعمق المسؤولية في الحفاظ على الكيان العلمي للنجف الأشرف ، وأودّ أن أعبّر لكم بهذه المناسبة عن تحيّات الملايين من المسلمين والمؤمنين في عراقنا العزيز ، الَّذي وجد في نور الإسلام الَّذي أشرق من جديد على يدكم ضوءا هاديا للعالم كلَّه ، وطاقة روحية لضرب المستعمر الكافر والاستعمار الأمريكي خاصة ، ولتحرير العالم عن كلّ أشكاله الإجرامية ، وفي مقدمتها جريمة انتصاب أرضنا المقدسة فلسطين ، ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن يمتّعنا بدوام وجودكم الغالي ، والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته . الخامس من رجب - 1399 ه النجف الأشرف محمد باقر الصدر لقد أخبرني ( رضوان اللَّه عليه ) إن من النقاط التي ركَّزوا عليها أثناء التحقيق في رجب ، كان بعض فقرات البرقية الجوابية التي بعثتها إلى الإمام الخميني ، وانصبّت الأسئلة على أمور ثلاثة : 1 - ما هو المقصود من رعاية الإمام الخميني للنجف ؟ هل هناك مساعدات مالية أو عسكرية وصلت من إيران لمساعدتك في التحرك ضدّنا ؟ . 2 - من خوّلك نقل تحيّات ملايين العراقيين إلى السيد الخميني ؟ .