وأحسست أن المسئوليّة التي كانت تثقل كاهلي وتسبب لي الهموم والآلام قد انتهت ، فلم أكن أحسب للآثار التي ستترتب على جوابي ، هل أنّها تشكَّل خطورة عليّ أم لا . 4 - مجموعة الرسائل والبرقيات التي بعثها سماحته إلى الإمام السيد الخميني ، وإلى الشعب الإيراني الشقيق . فقد قال البراك ( مدير الأمن العام ) ما هو السبب الذي جعلك تنفرد دون باقي العلماء لتقف هذا الموقف الصريح متجاهلا أن هناك سلطة وحزبا يحكمون القطر ، لهم الكلمة الحاسمة والأخيرة في المواقف السياسية وغيرها . من ناحية أخرى : إن السلطة تدرك أهمية السيد الشهيد ، وقابلياته الهائلة في مجال الفكر والتخطيط ، والحس السياسي ، وقدرته العظيمة في مجال التأثير على الشعب العراقي ، ولم يكن بوسع السلطة تجاهل تجربتها المعقدّة والطويلة مع السيد الشهيد قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، هذه التجربة التي كانت حصيلتها للسلطة فشلا على فشل ، وهزيمة إثر هزيمة ، فما من جولة - رغم آثارها وجراحها المؤلمة - إلَّا وكان النصر إلى جانب السيد الشهيد ( رحمه اللَّه ) . إن السلطة العميلة كانت مقتنعة بأنّ السيد الصدر هو مركز البركان وهو الخطر الوحيد الذي يتهدّدها ، خاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، والآثار النفسية والمعنوية التي أوجدتها في نفوس العراقيين ، وفي مقدّمتها حالة التهيؤ والاستعداد لثورة إسلامية في العراق بقيادة الشهيد السعيد السيد الصدر - رضوان اللَّه عليه - . برقية الإمام : وجاءت برقية إمام الأمّة السيد الخميني ، لتقطع الشكّ باليقين عن العلاقة بين الشهيد الصدر والإمام الخميني . إن السيد الشهيد لم يستلم البرقية التي بعثها الإمام السيد الخميني ، فقد احتجزت ولم تسلَّم للسيد الشهيد ، ولكني كنت قد سجلتها من إذاعة طهران ، وأسمعتها السيد الشهيد بعد إذاعتها بدقائق ، وهذا نصها :