الكاظم ( ع ) كعادته في كل سنة ، وكان المجلس يغصّ بأهله ، وكان الخطيب في ذاك الحفل السيد جواد شبر . وكان يقول السيد الأستاذ ( رحمه اللَّه ) ، إن هذا الاعتقال قد أثّر في انشداد الأمّة إلينا أكثر من ذي قبل ، وتصاعد تعاطفها معنا . وكان المفهوم لدينا وقتئذ أن مرض السيد ( رحمه اللَّه ) كان رحمة وسببا لتأخير تنفيذ ما يريده البعثيون من أخذه مخفورا إلى بغداد ، إلى أن اشتهرت القصة وضجّ الناس واضطرت الحكومة إلى إطلاق سراحه من دون الذهاب به إلى بغداد . ثانيا : اعتقل - رحمه اللَّه - في سنة ( 1397 ) الهجرية في شهر صفر ، في أعقاب انتفاضة الأربعين وكنت أنا - وقتئذ - في إيران . قال الشيخ محمد رضا النعماني « لقد اهتمّ السيد الشهيد بالتخطيط لانتفاضة صفر سنة 1397 الهجرية ، فقد كان - رضوان اللَّه عليه - قد أمرني بتقديم الأموال لكافة المواكب ، وأن لا أردّ أيّ طلب من أي موكب أو ( تكية ) صغيرة كانت أو كبيرة ، وكان يقول : إن هذه المواكب شوكة في عيون حكام الجور ، إن هذه المواكب وهذه المظاهر هي الَّتي زرعت في نفوس وقلوب الأجيال حبّ الحسين ( ع ) وحبّ الإسلام ، وبالتالي يجب أن تبقى رغم حاجتها إلى تهذيب وتعديل يناسب العصر . كان السيد الشهيد يتابع أحداث الانتفاضة متابعة دقيقة ، سواء في داخل النجف أو في الطريق بين النجف وكربلاء ، وكان - رضوان اللَّه عليه - في غاية السرور حين تتوارد عليه الأنباء بنجاح الانتفاضة وشجاعة الزوّار في تحدّي السّلطة الجائرة ، وكذلك أنباء وقوف بعض قطعات الجيش العراقي ، وعدد من أعضاء حزب البعث الحاكم إلى جانب الثوار الأبطال ، وكان - رضوان اللَّه عليه - يأمل أن يستفيد في المستقبل من هذه العواطف والمواقف . لكن السلطة البعثية الجائرة وكعادتها في قمع الانتفاضات بالنار ، شنّت