responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 108


حملة واسعة من الاعتقالات والتصفيات الجسدية ، ولم تكن لتتخطَّى شهيدنا العظيم - رضوان اللَّه عليه - ولكن كيف ؟ ولما ذا قررت السلطة اعتقاله ، في الوقت الَّذي لم تكن للسيد الشهيد نشاطات محسوسة أو ظاهرة يمكن ان تبرّر بها جريمة الاعتقال أمام الأمة ؟ إنّ مما لا شك فيه ، أن السلطة كانت مضطربة وخائفة من أحداث النجف ، خائفة من روح التّحدّي العظيمة الَّتي أبداها زوّار سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام .
وخائفة من إصرارهم على تنفيذ قرار الذهاب مشيا على الأقدام من النجف إلى كربلاء . . وخائفة من مواقف الغيارى والشرفاء من أبناء النجف الذين وقفوا وجها لوجه أمام محافظ النجف - آنذاك - المجرم جاسم الركابي ، حين أبلغهم بقرار السلطة منع المشاة من الذهاب إلى كربلاء ، ليقولوا له : واللَّه سنذهب مشيا على الأقدام ونزور الحسين ، وكان في طليعتهم الشهيد السعيد عباس عجينة - رحمه اللَّه - .
وعبرّت عن خوفها حين تراجعت عن قرار المنع على لسان محافظ النجف في الساعات الأخيرة ، قبل انطلاق مسيرة المشاة إلى كربلاء . . وحين ظلّ رجال السلطة يتوسلون بالعلماء والمراجع لدعوة المشاة إلى عدم التنديد بالسلطة وسبّ الرئيس المقبور البكر ونائبه المجرم صدام . . لقد شعرت السلطة أنّها أهينت أصيبت في سمعتها وشوكتها بإقدام أبناء العراق البررة ، أنصار الحسين ( ع ) الَّذين قدّموا العديد من الشهداء في هذه المناسبة ، وكان لا بدّ للسلطة الحاقدة أن تنتقم وتفرغ حقدها وغضبها وتثأر من الأمّة - ومن أبناء النجف بالذّات - ومن المرجعيّة ، المرجعية الواعية الرشيدة وما تمثلة من قيم ، وما ترمز إليه من معان ، فأرادت أن تنتقم من الأمة فشنّت حملات إرهابية واسعة من الاعتقالات ، أدّت إلى استشهاد عدد من أنصار الحسين ( ع ) نظير الشهيد صاحب آلبو گلل ورفاقه والحكم بالسجن المؤبّد على عدد آخر من الأنصار .

108

نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست