أساس الحكم : اما رأي الأستاذ الشهيد - رحمه اللَّه - حول أساس الحكومة الإسلامية في زمان غيبة المعصوم ، فقد مرّ - أيضا - بمراحل عديدة ، فحينما أسّس حزب الدعوة الإسلامية كان يرى أن أساس الحكومة الإسلامية في زمن الغيبة هي الشورى ، وهذا ما أثبته فيما كتبه لحزب الدعوة باسم « الأسس » مستدلَّا بقوله تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) وبعد ذلك ترك هذا الرأي ، وقال أخيرا بمبدإ ولاية الفقيه ، تمسّكا بالتوقيع المعروف عن الإمام صاحب الزمان - عجّل اللَّه فرجه الشريف : ( أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجّتي عليكم ) وقد انعكس هذا الرأي في رسالتيه العمليّتين : ( الفتاوى الواضحة ، والتعليق على منهاج الصالحين ) . وقد بحثنا هذين المبدءين وهما مبدأ الشورى ومبدأ ولاية الفقيه في كتابنا ( أساس الحكومة الإسلامية ) بتفصيل . وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، عدّل رحمه اللَّه رأيه في أساس الحكومة في زمن الغيبة ، فقال بما يكون مزيجا من الشورى وولاية الفقيه ، على ما هو منعكس في بعض حلقات ما نشر عنه باسم ( الإسلام يقود الحياة ) وقد بحثناه مفصّلا في آخر كتابنا الذي كتبناه في بحث اللَّقطة .