نام کتاب : لمحات الأصول نویسنده : السيد الخميني جلد : 0 صفحه : 5
نفس ألفاظ الحديث للسامع من بعيد أو قريب ، فهو في هذا الحال راو ومحدِّث ، وتارة يذكر الحكم الذي استفاده من الرواية أو الروايات بحسب نظره ، فهو في هذا الحال مُفت وصاحب رأي ( 1 ) . 3 - وهناك وجه ثالث : وهو أنّ صاحبَ الشريعة ما عُني بالتفاصيل والجزئيّات ؛ لعدم سنوح الفرصة لبيانها ، أو تعذّر بيان حكم موضوعات لم يكن لها نظير في حياتهم ، بل كان تصوّرها - لعدم وجودها - أمراً صعباً على المخاطَبين ، فلا محيص لصاحبِ الشريعةِ عن إلقاء اُصول كلّيّة ذات مادّة حيويّة قابلة لاستنباط الأحكام وفقاً للظروفِ والأزمنة . 4 - إنّ حياة الدين مرهونة بمُدارسته ومُذاكرته ، ولو افترضنا أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذكر التفاصيل والجزئيّات وأودعها بين دفّتي كتاب ، لاستولى الرُّكود الفكري على عقليّة الاُمّة ، ولا نحسر كثير من المفاهيم والقِيَم الإسلامية عن ذهنيّتها ، وأوجب ضياع العلم وتطرّق التحريف إلى أُصوله وفروعه ؛ حتّى إلى الكتاب الذي فيه تلك التفاصيل . وعلى هذا لم تقم للإسلام دعامة ، ولا حُفِظَ كِيانُه ونظامه ، إلاّ على ضوء هذه البحوث العلميّة والنقاشات الدارجة بين العلماء ، أو ردّ صاحب فكر على ذي فكر آخر بلا محاباة . وقد حكى شيخنا العلاّمة المتضلّع شيخ الشريعة الأصفهاني ( قدس سره ) ( 1266 - 1339 ه ) في مقدّمة كتابه " إبانة المختار " عن بعض الأعلام كلاماً يُعرِبُ عمّا قلناه ، قال : " إنّ عدم محاباة العلماء بعضهم لبعض ، من أعظم مزايا هذه الاُمّة التي أعظم الله بها عليهم النعمة ؛ حيث حفظهم عن وصمةِ محاباة أهل الكتابين ، المؤدّية
1 - كاشف الغطاء ، أصل الشيعة : 118 .
المقدّمة 5
نام کتاب : لمحات الأصول نویسنده : السيد الخميني جلد : 0 صفحه : 5