المتبحّر الماهر « السيوطي » الذي تجاوزت تصانيفه عن خمسمائة ويعدّونه مجدّد المأة التاسعة ، وقيل : إنّه ما بلغ أحد درجة الاجتهاد بعد الأئمّة الأربعة إلَّا « السيوطي » صنّف كتابه « جمع الجوامع » في الحديث ، وجمع فيه جميع كتب الحديث من الصحاح وغيرها - كصحيحي البخاري ومسلم وصحيح الترمذي ، وسنن أبي داود ، وسنن النسائي ، وصحيح ابن ماجة القزويني ، وموطَّإ مالك ، ومسند أحمد بن حنبل ، وصحيح ابن خزيمة ، وصحيح ابن عوانة ، ومستدرك الحاكم ، ومنتقى ابن الجارود ، وصحيح ابن ميان ، وصحيح الطبراني ، وسنن سعيد بن منصور وابن أبي شيبة ، وجامع عبد الرزاق ، ومسند أبي يعلى ، وسنن الدار قطني ، والمختارة للضياء المقدسي ، وشعب الإيمان البيهقي ، والكامل لابن عديّ - وغيرها من كتب كثيرة لا نطيل بنقلها . ولم ينقل في هذا الكتاب إلَّا قوله صلَّى اللَّه عليه وآله « لا ضرر ولا ضرار » فقط ، وذكر رواية أحمد في مسنده وابن ماجة في صحيحه . وهذه كتب أحاديث أهل السنّة تريها خالية عن قوله « في الإسلام » فمن أين هذه الزيادة حتى نقدّمها على النقيصة ونستشهد بها على معنى الحديث ونستعين بها في بعض المقاصد والفروع ؟ فما اشتهر في الكتب وتداولوه في الاستشهاد بها ليس على ما ينبغي [1] . وأعجب من الكلّ ما رأيته في كلام بعض المعاصرين من دعوى الاستفاضة مع هذا القيد وإسناده إلى المحقّقين دعوى تواتر هذا الحديث مع هذه الزيادة . - الرابع - إنّ الرواية الناهية عن منع فضل الماء من الروايات المشهورة التي رواها الفريقان في كتب الحديث والفقه وتكلَّموا فيها وفي معناها والفروع المستنبطة منها .
[1] لا يخفى أن كلمة « الإسلام » موجودة في كتاب من لا يحضره الفقيه وقد ذكر الشيخ الحر العاملي - رحمه اللَّه - في الوسائل في أول كتاب الإرث عن الفقيه مرسلا عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله « لا ضرر ولا ضرار في الإسلام » محمد علي القاضي الطباطبائي