وبين قضيّة الشفعة وغيرها مما يتوهم التطبيق عليه الرّاوون المتأخرون . واستشهد على ذلك بأمرين : الأوّل : جمع هذه الجملات التي قضى صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بكلّ منها في واقعة مستقلة في خبر أحمد بن حنبل [1] المرويّ فيه أقضية النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بتلك الجمل [2] . الثاني : اتحاد روايات هذه الجمل المقتطعة في رجوع سندها إلى عقبة بن خالد [3] مطلقا ، وفي غير سند الصدوق [4] إلى محمد بن [ عبد اللَّه بن ] هلال [5] عن عقبة . فهذه الجملات كانت أقضية مستقلة رووها المذكورون مجتمعة ، ثمّ اقتطعها
[1] هو أبو عبد اللَّه الشيباني المروزي البغدادي ، مؤسس المذهب الحنبلي ، ولد ببغداد سنة 164 ، ونشأ بها ، عرف بشدة تمسكه بالنزعة السلفية ومخالفته للرأي ، سافر لطلب الحديث إلى الشام واليمن والحجاز ، ثم عاد إلى بغداد وتوفي بها سنة 241 . ( انظر : وفيات الأعيان 1 : 63 ، شذرات الذهب 2 : 96 ) [2] لاحظ : مسند أحمد بن حنبل 5 : 326 327 ، وقد ذكر شيخ الشريعة هذا الخبر بطوله عن أحمد بن حنبل عن عبّادة بن الصامت ( قاعدة لا ضرر لشيخ الشريعة : 19 ) . [3] عقبة بن خالد الأسدي كوفيّ من أصحاب الصادق عليه السلام قاله النجاشي وروى الكشي بإسناده عن الصادق عليه السلام أنّه قال لعقبة في حديث : ( رحمكم اللَّه من أهل البيت ) ، وذكره العلامة في القسم الأوّل . ( انظر : رجال النجاشي 1 : 154 ، رجال العلَّامة : 126 مجمع الرّجال للقهپائي 4 : 143 ) [4] هو الشيخ محمد ، بن علي ، بن الحسين ، بن بابويه القمي ، رئيس المحدثين ، ووجه الطائفة ، وشيخ الحفظة ولد ببلدة قم المشرفة حدود سنة 305 ، ونشأ بها ، ثم هاجر إلى الري ونزل بها ، له رحلات كثيرة في طلب الحديث ، وله مصنفات رائقة . توفي بالري سنة 381 . ( انظر : رجال العلامة : 147 ، رجال ابن داود : 179 ، بحار الأنوار 1 : 35 42 ) [5] وقع بهذا العنوان في عدّة أسانيد منها : في سند رواية النجاشي لكتاب محمد بن عبد اللَّه الهاشمي ومنها : في أسانيد كامل الزيارات ، في سند زيارة حمزة عمّ النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وغير ذلك ، روى عن عقبة بن خالد ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، والحسن بن علي ، ومحمد بن أحمد بن يحيى وغيرهم . ( انظر : تنقيح المقال 3 : 147 معجم رجال الحديث 16 : 250 )