responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غاية المسئول في علم الأصول نویسنده : محمد حسين الحسيني الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 277


وصوم يوم الجمعة ليس عين صوم يوم الخميس عرفا بخلاف الصّلاة بالنّسبة إلى ستر العورة فإنّها مع السّتر عينها مع عدمه عرفا فيمكن جريان القاعدة فيها ثم لا يخفى عليك أنّ الفقهاء ربما يحكمون في بعض المواضع بما يتوهم استنادهم فيه إلى القاعدة المذكورة كما يحكمون بوجوب الصّلاة عاريا على من ليس له ساتر وهنا وإن أمكن الاستناد إليها لكن ليس يلازم بل للحكم مدرك آخر أيضا فإذا تعلق أمر مطلق بشيء وورد الدّليل على تقييده بقيد خاص فقد يكون ذلك الدّليل المقيد مطلقا بحيث يشمل بإطلاقه جميع الحالات فحينئذ يوجب تقييد المطلق كذلك وقد لا يكون مطلقا وحينئذ فيجب الاقتصار على القدر المتيقّن من التّقييد ويرجع في الموارد المشكوكة إلى إطلاق الأمر الأول كما أنّه ورد الأمر بالصّلاة ودل الدّليل على اشتراط السّتر ولكن لا يفهم من دليل التّقييد إلَّا شرطيّة السّتر حال التّمكن فيرجع في حال عدم التّمكن إلى إطلاق الأمر بالصّلاة بل ربما يدعى ذلك ولو كان دليل التّقييد مطلقا نظرا إلى استفادة أنّ الأصل في الشّرائط أن تكون علميّة اختياريّة عمديّة فتسقط في غيرها من قوله عليه السلام رفع عن أمتي تسعة ومنها ما لا يعلمون وما لا يطيقون بناء على أنّ المراد رفع جميع الآثار إذا عرفت ذلك فنقول لا يمكن إجراء أمثال ذلك أيضا فيما نحن فيه لأنّ مثل قوله صم يوم الخميس لا إطلاق فيه حتى يرجع إليه عند الشّك ويوجب الاقتصار من المقيد على القدر المتيقّن بل هو خطاب واحد متعلق بالمقيد فعلم أنّه لا يمكن إثبات وجوب القضاء بالأمر الأوّل ولا بالأصول والقواعد الشّريعة وربما يستدل على أنّ الأصل في العبادات مشروعيّة القضاء بقوله تعالى وهو الَّذي جعل اللَّيل والنّهار خلفه لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا بتقريب أن المراد بالخلفة الخليفة فهذا نظير قولهم زيد بمنزلة عمرو فيفيد العموم لما ثبت في موضعه من عموم المنزلة والمراد من التّذكَّر والشّكور الذّكر والشّكر ولا ريب أنّ قضاء العبادة مشتمل عليهما فيدلّ الآية على جواز قضاء عبادة النّهار ليلا وبالعكس وفيه أوّلا أنّه لا يجري في غير الصّلاة من سائر العبادات كالصّوم والحج ونحوهما مع أنّها لا تدل على جواز قضاء صلاة اليوم في الغد إلَّا بتكليف بأن يقال إنّه إذا كان اللَّيل خلفة عن اليوم كان الغد بمنزلة اللَّيل في كونه خلفة عن اليوم أيضا وثانيا أنّه لا ينحصر معنى الآية فيما ذكر بل قيل فيها وجهان آخران أحدهما أنّ المعنى أنّه جعل كل منهما في عقب الآخر عبرة لأولي الأبصار الَّذين يذكرون الله قياما وقعودا الشّاكرين لله على نعمائه فإنّ منها خلق اللَّيل والنّهار فمن أراد التّذكر والشّكر فلينظر بعين التّدبر إلى كيفيّة تعاقب اللَّيل والنّهار وولوج أحدهما في صاحبه فيستدلّ على أنّ هناك خالقا يولج اللَّيل في النّهار ويولج النّهار في اللَّيل ويشكره على هذه النّعمة العظيمة فإنّ الشّكر فرع المعرفة الثّاني أنّها بيان لسعة أوقات الطَّاعات الغير الموقتة بوقت خاص والمراد أنّ من أراد الذّكر والشّكر فزمانه وسيع هذا اللَّيل والنّهار يتعاقبان فإن أراد ففي النّهار وإن أراد ففي اللَّيل ويؤيده أنّ القضاء ما لم يثبت كونه مأمورا به لم يدخل في عنوان الشّكر لأنّ كون العمل شكرا فرع كونه مأمورا به

277

نام کتاب : غاية المسئول في علم الأصول نویسنده : محمد حسين الحسيني الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست