responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : السيد محمد صادق الروحاني    جلد : 1  صفحه : 209


الثالث - أن الضلال والاضلال هو العقاب والتعذيب ، كما في قوله تعالى " ان المجرمين في ضلال وسعر " 1 .
الربع - أن يكون الاضلال هو التخلية وترك المنع ، فيقال أضل فلان ابنه إذا لم يتعاهده بالتأديب .
ويؤيده ما عن العيون عن الإمام الرضا عليه السلام في قوله تعالى " وتركهم في ظلمات لا يبصرون " ، قال : ان الله تعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، لكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال منعهم المعاونة واللطف وخلى بينهم وبين اختيارهم .
وقريب منه غيره .
الخامس - وهو أحسن الوجوه ، انه إذا ضل الانسان باختياره عند حضور شئ من دون أن يكنون ذلك علة لضلاله بل غايته كونه من مقدماته البعيدة وعلله المعدة ، يقال انه أضله ، قال الله تعالى في حق الأصنام " رب انهن أضللن كثيرا من الناس " 2 ، أي ضلوا بهن ، وقال " ولا يغوث ونسرا وقد أضلوا كثيرا " 3 ، أي ضل بهم كثير من الناس .
والاضلال بهذا المعنى منسوب إلى الله تعالى نظرا إلى أن الأفعال الاختيارية الصادرة عن الإنسان لها مبادئ خارجة عن دائرة اختياره ، كوجود الانسان وحياته و ادراكه للفعل وشوقه إليه ، وملائمة ذلك الفعل لقوة من قواه وقدرته على ايجاده ، وتلك المبادئ موجدها هو موجد الانسان نفسه ، وقد ثبت في محله أن بقاء الأشياء واستمرارها في الوجود محتاج إلى المؤثر في كل آن . وعلى هذا فالكفر والفسق إذا صدرا عن العبد باختياره بما أن مبادئهما من قبل الله تعالى فلذلك . يصح أن ينسبا إليه تعالى .
وبذلك يظهر الجواب عما أورد على القرآن المجيد بأنه : قد يسند الفعل إلى العبد واختياره ، وقد يسند الافعال إلى الله تعالى ، وهذا تناقض واضح .


1 - سورة القمر : 84 . 2 - سورة إبراهيم : 40 . 3 - سورة نوح : 23 .

209

نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : السيد محمد صادق الروحاني    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست