عليه السلام قال في هذه الآية " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قلا : فقال وهل يمحى الا ما كان ثابتا وهل يثبت الا ما لم يكن 1 ، وخبر عبد الله بن سنان عنه عليه السلام : ما بدا لله في شئ الا كان في علمه قبل أن يبدو له 2 . وخبر ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عنه عليه السلام : ما عظم الله عز وجل بمثل البداء 3 . وخبر الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : ما بعث الله نبيا قط الا بتحريم الخمر وان يقر له بالبداء . وخبر الجهني قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقولون : لو يعلم الناس ما في القول بالبداء من الاجر ما فتروا عن الكلام فيه 4 . إلى غير ذلك من النصوص المتواترة الواردة في ذلك . انما الكلام في المراد من البداء ، فان المخالفين نسبوا إلى الشيعة ما هم برآء منه ، قال الفخر الرازي عند تفسيره قوله تعالى " يمحو الله ما يشاء ويثبت " : قالت الرافضة البداء جائز على الله تعالى ، وهو أن يعتقد شيئا ثم يظهر له أن الامر بخلاف ما اعتقده - انتهى . كلمات علمائنا في معنى البداء ولعلمائنا الأبرار في تحقيق البداء معان : أحدها ما عن السيد المرتضى في جواب مسائل أهل الري ، وهو أن المراد بالبداء النسخ نفسه ، وادعى أنه ليس بخارج عن معناه اللغوي . وقريب منه ما ذكره الشيخ في محكى العدة ، الا أنه صرح بأن اطلاقه على النسخ على ضرب من التوسع والتجوز . ووافقهما في ذلك الفيلسوف النحرير السيد السند محمد باقر الداماد في نبراس .
1 - نفس المصدر 2 - أصول الكافي ج 1 باب البداء حديث 9 3 - 4 - 5 - التوحيد باب البداء حديث 2 و 6 و 7 .