والمراد من السلطان في هذه الأخبار بل وفي لغة العرب أيضا ليس هو المعنون بعنوان « شاة » أو « إمبراطور » بل المراد منه هو كل من له قدرة وسطوة أو سيف وسوط سواء كان بهذا العنوان أو بغيره ، ولذا ورد في الخبر أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله سمّى نفسه سلطانا فإنه روي في الوسائل وتحف العقول وغيرهما : أنّ النبيّ صلَّى الله عليه وآله قال : أبلغوني حاجة من لم يستطع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت الله قدميه على الصراط يوم القيامة [1] . نعم حكم الاجتناب عن السلطان مخصوص بالسلطان الحاكم بالجور الذي اشتهر به وعلم منه ذلك ، وأمّا معرفة الجور فليست مشكلة . ( ومنها ) الخبر الآخر عن السكوني بالسند المذكور عن النبيّ صلَّى الله عليه وآله في حديث قال : من تولَّى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنه ونار جهنم وبئس المصير ، ومن خفّ لسلطان جائر في حاجته كان قرينه في النار ، ومن دلّ سلطانا على الجور قرن مع هامان وكان هو والسلطان من أشدّ أهل النار عذابا ، ومن عظَّم صاحب دنيا وأحبّه لطمع دنياه سخط الله عليه وكان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار ، ومن علَّق سوطا بين يدي سلطان جائر جعلها الله حية طولها سبعون ألف ذراع فيسلَّطه الله عليه في نار جهنم خالدا فيها مخلَّدا ، ومن سعى بأخيه إلى سلطان ولم ينله منه سوء ولا مكروه أحبط الله عمله وإن وصل منه إليه سوء ومكروه أو أذى جعله الله في طبقة مع هامان في جهنم [2] . ( ومنها ) خبر الورّام مرسلا عنه عليه السّلام قال : من مشى إلى ظالم ليعينه
[1] تحف العقول : ص 47 . [2] وسائل الشيعة : باب 42 من أبواب ما يكتسب به حديث 14 ج 12 ص 130 .