responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درر الفوائد في الحاشية على الفرائد نویسنده : الآخوند الخراساني    جلد : 1  صفحه : 42


عليه من الاعتقاد بوجوبه أو حرمته ، والجهة الظاهرية التي هي له بهذا النّظر معللًا ذلك بعدم كون قبح التجري بذاتي عنده .
وأما ما أورده عليه من الوجهين ، ففيه ان عنوان التجري وإن كان قبحه ذاتياً لا يختلف ولا يتخلف ولا يمكن أن يعرضه ما يحسنه بعنوانه كالكذب حيث أنه يمكن أن يعرض عليه ما يحسنه بعنوانه فصار بما هو كذب حسنا ، إلا أنه لا يمنع من عدم كون قبح المعنون به أي الفعل المتجري به ، كما هو المراد بالتجري في كلامه بلا ريب ذاتياً ، بل كان قبحه بما هو عليه من عنوانه واقعاً وهذا العنوان ، فيزاحم أحدهما بالآخر ويقع بينهما الكسر والانكسار .
وبالجملة كون الفعل المتجري به بالوجوه والاعتبارات لا ينافي كون قبح ما وجه به من عنوان التجري ذاتياً لا يحسن أبداً .
ان قلت : سلمنا لكن لا وجه لمزاحمة هذا الوجه بما له من الوجه الواقعي في تأثيره القبح ، إذ لا علم به ولا يكاد أن يؤثر شيئاً بدونه ، حيث لا يكون حينئذ بهذا الوجه اختيارياً ، والحسن والقبح من صفات الأفعال الاختيارية .
قلت : قد عرفت ان هذا الوجه ليس باختياري أيضاً ، فليكن غير مؤثر للقبح مثله . نعم على ما اعترف به من تأثيره أحياناً يرد ذلك عليه جدلًا ، فتدبر جيداً .
وأما ما ذكره - ره - من ان التجري إذا صادف المعصية الواقعية تداخل عقابهما ففيه ان البداهة كما تشهد باستحقاق العاصي حقيقة للعقوبة ، يشهد بعدم استحقاقه إلا عقوبة واحدة ، لا عقوبتين تداخلا أولا ، وذلك لما عرفت من أنه ليس [1] في كل منهما واحد لا يكون منه في المعصية اثنان ، مع أنه لو كان فلا وجه للتداخل ، كما أفاده - قده - .
الرابع أنه ظهر مما قدمناه حال التجري والانقياد بمجرد العزم والاعتقاد بالمخالفة أو مع العزم والقصد ، وأنه يوجب استحقاق الثواب والعقاب ويرفعه الندم ، ولا ينافي ذلك ما ورد في الاخبار [2] والآثار من ان هم المعصية لا يوجب ذنباً ولا عقاباً ولا يكتب ، وذلك مضافاً إلى معارضتها بالآيات والاخبار الكثيرة مما ذكرها وغيرها ، مثل قوله تعالى : « ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا » [3] . وقوله تعالى : « ولا تكتموا الشهادة



[1] - وفي « م » : ( من أنه ليس في كل من المعصية الحقيقية والاعتقادية ، إلا منشأ واحد للاستحقاق وهو صيرورة العبد بصدد التمرد والمخالفة لمولاه وتجريه عليه وإظهاره الشقاق والنفاق وهتكه إياه بذلك وهو في كل . . . ) .
[2] - مسند أحمد بن حنبل 3 - 149 .
[3] - الإسراء - 36 .

42

نام کتاب : درر الفوائد في الحاشية على الفرائد نویسنده : الآخوند الخراساني    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست