نام کتاب : دراسات في علم الأصول نویسنده : السيد علي الشاهرودي جلد : 1 صفحه : 208
يقول هم ما أمروا بذلك وانما أمروا بان يعبدوا اللَّه مخلصين ، فهي أجنبية عن ما نحن فيه . الوجه الثالث : ممّا استدل به ما ورد من انّ الأعمال بالنيّات ، ولا عمل إلَّا بنيّة ، فانّ ذلك بالحكومة يدل على انّ العمل الغير المشتمل على النيّة - أي القربة - ليس بعمل . وفيه : أولا : ما تقدم من استلزامه التخصيص المستهجن . وثانيا : انّ النيّة لغة انما هي بمعنى قصد الفعل ، فظاهر الروايات هو انّ روح العمل يكون بقصد الفاعل ، فانّ الفعل الصادر عن الفاعل لا يكون حسنا بالذات ، وليس الفعل كالعناوين مثل الظلم والعدل ليكون حسنا ذاتا أو قبيحا كذلك . فربما يكون صدور الفعلين المتضادّين حسنا من شخصين باختلاف قصدهما ، كما لو فرضنا انّ أحدا رفع الحجر من الطريق لأن لا يعثر به أحد ، وأرجعه الآخر إلى مكانه بقصد ان يراه المحتاج ويأخذه إذا أراد ، فكلا الفعلين يكون حسنا . فالمراد بهذه الأخبار هو انّ روح العمل هو القصد ، فإذا كان القصد حسنا فالفعل الصادر بذلك القصد يكون حسنا لأنّه من آثاره . وهكذا العكس ، فضرب اليتيم بقصد التأديب حسن كما انّ عين ذلك الضرب بقصد التشفي قبيح . هذا على انه قد ورد ما يظهر منه تفسير هذه الأخبار في باب الجهاد من انّ المجاهد إذا قصد بخروجه وجه اللَّه يكون أجره على اللَّه ، وان خرج بقصد تحصيل المال فأجره هو المال ، وهذا معنى قوله عليه السّلام : « انما الأعمال بالنيّات » . فتحصل : انه لا دليل على أصالة التعبّدية في الواجبات ، بل مقتضى الإطلاق والأصل العملي هو التوصّلية على ما عرفت .
208
نام کتاب : دراسات في علم الأصول نویسنده : السيد علي الشاهرودي جلد : 1 صفحه : 208