responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب الأصول نویسنده : الشيخ جعفر السبحاني التبريزي    جلد : 1  صفحه : 103


الا أيها الليل الطويل الا انجلى * بصبح وما الاصباح منك بأمثل وبه تتضح مشكلة أخرى وهى ان الاستفهام والترجي والتمني التي استعملت في الذكر الحكيم ، لو بقيت على حالها لاستلزمت النقص والجهل والعجز في ذاته ، تعالى عن العيوب والنقايص ، و ( حلها ) ان الكلمات الموضوعة لانشاء تلك المعاني كلها مستعملة فيما وضعت له لأجل الانتقال إلى معنى آخر حسب مناسبة الموارد والمقامات [1] في أن الهيئة هل تدل على الوجوب أولا ( الثالث ) بعد ما عرفت ان الهيئة وضعت للبعث والاغراء يقع الكلام في أنها هل وضعت للبعث الوجوبي أو الاستحبابي أو القدر المشترك بينهما اولهما على سبيل الاشتراك اللفظي ، فلنقدم لتحقيقه أمورا الأول إذا راجعت وجدانك تعرف ان المصالح والغايات المطلوبة لها دخل تام في قوة الإرادة وضعفها ، كيف لا وان الإرادة المحركة لعضلاته لانجاء نفسه من الهلكة أقوى من الإرادة المحركة لها نحو لقاء صديقه وهى أقوى من المحركة لها للتفريح والتفرج ويمكن ان يستكشف مراتب الإرادة واختلافها شدة وضعفا عن تحريك العضلات سرعة وبطؤا ، فظهر ان ادراك أهمية المصالح واختلاف الاشتياقات علة لاختلاف الإرادة في الشدة والضعف والتوسط بينهما ، كما أن اختلاف الإرادة علة لاختلاف حركة العضلات سرعة وبطؤا وقوة وضعفا كل ذلك مع الاقرار بان الإرادة من صقع النفس وفاعليتها ( ومن



[1] ان القوم فتحوا هنا بابا واسعا للبحث عن مسألة اتحاد الطلب والإرادة ، حتى جر البحث مقالهم إلى التحقيق عن مسألة الجبر والتفويض ، التي قلما يتفق لانسان ان يكشف مغزاها وقد ألح رواد العلم وعشاق الحقيقة على سيدنا الأستاذ ( دام ظله الوارف ) ان يخوض في هذه المباحث ، فأجاب ( دام ظله ) مسؤولهم ، فاتى بأفكار ابكار ، وآراء ناضجة ، ولما جاء ما افاده على صورة كتاب ، أفردناه للتأليف وعلقت عليه ما بدا لي من التعمق في آيات الذكر الحكيم ومن التدبر في اخبار المعصومين ، ( ع ) مشفوعا بما استفدته من أساتذة الفن ، أو وقفت عليه في زبر الأولين ورسائل الآخرين من أكابر القوم وسميته به ( لب الأثر ) في الجبر والقدر ، وسيشمل للطبع باذنه وتوفيقه تعالى - المؤلف

103

نام کتاب : تهذيب الأصول نویسنده : الشيخ جعفر السبحاني التبريزي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست