الوجوب أيضا كثير ، وأنه فيه مع القرينة ولو كانت هي الشهرة ، فلا يحمل عليه عند التجرد - : بأن كثرة الاستعمال لا توجب انصراف اللفظ إلى المعنى المجازي كما في استعمال العام في الخاص كثيرا ، بل استعماله فيه أكثر من استعمال الصيغة ، حتى قيل : ما من عام إلا وقد خص ، ومع ذلك لا يحمل على الخاص عند التجريد عن القرينة . أقول : وأنت خبير بما فيه ، فإن كثرة استعماله في الوجوب [1] مثل الندب معلوم العدم . والندب [2] لا يستفاد من اللفظ والقرينة معا حتى لا يدل اللفظ عند التجريد عليه ، بل هي تدل على أن المراد منه هو ذاك المعنى المجازي مثلا ، فاللفظ وحده استعمل في الندب دونه مع القرينة . ودعوى أن انس الذهن من هذا اللفظ بهذا المعنى بالقرينة بلغ إلى تلك المرتبة المذكورة الموجبة للتوقف كما ذكره المعالم . واما النقص [3] باستعمال العالم في الخاص ففيه : ( أولا ) أن العام بما هو عام لا يستعمل في الخاص بما هو خاص حتى يكون مجازا ، بل العام في موارد التخصيص استعمل في الخصوص لبا وإرادة العموم منه استعمالية لا جدية كما هو الحق على التحقيق ، فيستكشف بالقرينة أن المتكلم لم يرد من الأول الا الباقي فلا يكون مجازا أصلا .
ليرجح أو يتوقف على الخلاف في المجاز المشهور ، كيف وقد كثر استعمال العام في الخاص حتى قيل : ما من عام الا قد خص ، ولم ينثلم به ظهوره في العموم بل يحمل علية ما لم تقم قرينة بالخصوص على إرادة الخصوص . ( الكفاية : ج 1 ص 103 - 104 ) . [1] إشارة إلى منع الصغرى ، أعني كثرة استعمال الصيغة في الوجوب أيضا على حد استعماله في الندب . [2] إشارة إلى منع كون الاستعمال في الوجوب مع القرينة ولو كانت هي الشهرة . [3] إشارة إلى منع كون استعماله في الوجوب أكثر من استعماله في الندب .