إلا لديه رقيب عتيد ) [1] . وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة ، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما من مؤمن إلا ولقلبه أذنان ، في جوفه اذن ينفث فيها الوسواس ، وأذن ينفث فيها الملك ، فيؤيد الله تعالى المؤمن بالملك فذلك قوله عز وجل : وأيدهم بروح منه [2] . ويستفاد من هذه أن الانسان مخلوق بحيث يصلح منه صدور الخير والشر معا لا أنه مجبور على أحدهما ذاتا ، والرواية الثانية وإن اختصت بالمؤمن إلا أن الأولى عامة لكل قلب ، سواء كان مؤمنا أم غيره . ومنها ما يدل على أن الانسان خلق من الطينتين : السجين والعليين ، ولازم ذلك أن لا يكون أحد عاصيا ، بمقتضى سوء سريرته لان سريرته مركبة من أمرين ، يقتضي كل واحد منهما خلاف ما يقتضي الاخر . مثل ما رواه في الكافي ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن رجل عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن الله خلق النبيين من طينة عليين ، قلوبهم وأبدانهم ، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة ، وجعل خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك . وخلق الكفار من طينة سجين ، قلوبهم وأبدانهم ، وخلط بين الطينتين ، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ، ويلد الكافر المؤمن ، ومن ها هنا يصيب الكافر الحسنة ، فقلوب المؤمنين يحن إلى ما خلقوا منه [3] . وموضع الاستشهاد هو قوله عليه السلام : ( وخلط بين الطينتين . . . الخ ) وإن كان قبله يوهم خلاف ذلك . وعن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن يزيد ( زيد - خ ل )
[1] أصول الكافي : باب أن للقلب أذنين . . . الخ ج 2 ص 266 حديث 1 طبع الآخوندي - طهران . [2] أصول الكافي : باب أن للقلب أذنين . . . الخ ج 2 ص 266 الحديث 3 . [3] أصول الكافي : باب طينة المؤمن والكافر ج 2 ص 2 حديث 1 طبع الآخوندي - طهران .