ومنها : العموم والخصوص الأُصوليّين ، فالأوّل كما في قوله تعالى : ( علمت نفس ما قدمت ) [1] أي كلّ نفس ، والثاني كالعلماء لغير زيد . ومنها : اللزوم إمّا بكونه لازماً ، كالنطق للدلالة في " نطقت الحال " أو ملزوماً " كشدّ الإزار " لمعتزل النساء . ومنها : الكون ، تسمية للشئ باسم ما كان ، كما في قوله تعالى : ( وآتوا اليتامى أموالهم ) [2] ومنه إطلاق العبد على المعتق . ومنها : الأول ، تسميةً للشئ باسم ما يؤول إليه . ومنها : كونه محلاّ أو حالاًّ ، فالأوّل كإطلاق الرحمة على الجنّة في قوله تعالى : ( وأما الذين ابيّضت وجوههم ففي رحمة الله ) [3] وفيه على هذا التقدير من سبك المجاز ما لا يخفى ، فإنّ " الرحمة " ما لم تعتبر مجازاً في الفضل والنعمة لا يصلح مجازاً في الجنّة كما هو واضح ، والثاني كإطلاق " اللسان " على الكلام و " الذكر " في قولهم : " لسان فصيح " وقوله تعالى : ( واجعل لي لسان صدق ) [4] أي ذكراً حسناً وقد يعتبر ذلك من باب إطلاق الآلة على ذيها . ومنها : التضادّ ، كما في إطلاق " الأسد " على الجبان ، تنزيلا له منزلة أحد أفراد الشجاع ، أو تنزيلا لما فيه من الجبن منزلة الشجاعة قصداً إلى التمليح أو التهكّم ، ومنه إطلاق " الأبيض " على الأسود تنزيلا لسواده منزلة البياض في مقام التمليح . . . وإطلاق " الجاهل " على العالم تنزيلا لعلمه منزلة الجهل من جهة عدم الاعتداد به . وقد يعتبر من ذلك إطلاق " السيّئة " على مجازاتها في قوله تعالى : ( جزاء سيّئة سيّئة مثلها ) [5] لمشابهتها لها من حيث إنّها تقع على صورة السيّئة وإن تجرّد عن وصفها .