المبرزيّة لا الملازمة بين اللّفظ والمعنى . إذن : فالاعتبار متعلِّق بجعل اللّفظ مبرزاً للمعنى لا بالملازمة ، ثم قال : والقائل بالتعهّد إنْ كان مراده هذا فنعم الوفاق [1] . لكنّه أورد عليه في كلتا الدورتين في قوله بأنّ هذا الإختصاص بعد تحقّقه بالاعتبار يصبح مستغنياً عن الاعتبار وتكون له واقعيّة وخارجيّة . بعدم معقوليّة حصول الخارجيّة للشيء المعتبر بعد اعتباره ، بحيث لا يزول بزوال الاعتبار أو باعتبار العدم ، لأنّه يعني الانقلاب ، وهو محال . أقول : وقد دافع السيد الأستاذ في ( المنتقى ) [2] عن نظريّة المحقق العراقي ، في قبال ما جاء في ( المحاضرات ) ، وقد اشتمل كلامه على الالتزام بالأمرين ، أعني : أوّلا : إن المجعول في نظر المحقق العراقي هو « الملازمة » . وثانياً : إن ما يتعلق به الاعتبار يتحقق له واقع ويتقرّر له ثبوت واقعي كسائر الأمور الواقعيّة . وقال في آخر كلامه : إن هذه الدعوى لا محذور فيها ثبوتاً ولا إثباتاً . أقول : لكنّي أجد اضطراباً في كلامه فيما يرتبط بالأمر الثاني - ولابدّ وأنه من المقرر رحمه الله - وذلك لأنّه في أوّل البحث يقول ما لفظه : « إن الإنصاف يقضي بأن نظر المحقق العراقي يمكن أن يكون إلى جهة أخرى ، وهي أن