وجود اللّفظ من مقولة الكيف المسموع ، ووجود المعنى وجوداً جوهريّاً ، لكنّ اعتبارهما واحداً ممكن ، لكون الاعتبار والتنزيل خفيف المؤنة . وقد أورد على هذا القول : بأنّ التنزيل لابدّ وأنْ يكون لأجل أثر يترتب عليه ، ففي مثل « الطواف بالبيت صلاة » حيث ينزّل الطواف بمنزلة الصلاة ، يوجد الأثر ، وهو اشتراط الطهارة في الطواف كما هي شرط في الصلاة ، أمّا في الوضع فلا يمكن دعوى التنزيل بلحاظ الأثر ، فأثر « النار » الخارجيّة هو « الإحراق » فإذا نزّلنا « ن ا ر » بمنزلتها لم يترتب الأثر المذكور على اللّفظ . فأجاب عنه شيخنا دام ظلّه : بأنّ القوم يرون « الوجود » مظهراً ل « الماهيّة » فإذا اعتبر اللّفظ مثل « الشمس » وجوداً للمعنى ، حصلت للفظ تلك المظهريّة ، فكما كان وجودها الخارجي مظهراً لماهيّتها ، كذلك يكون لفظ الشمس . . . وهذا الأثر كاف لصحّة التنزيل والاعتبار . والإشكال الوارد عند شيخنا - تبعاً ( للمحاضرات ) - هو أن التنزيل والاعتبار أمر عقلي دقيق ، لا يتأتّى من كلّ أحد ، مع أن الوضع يتحقّق حتى من الأطفال . المحقق الإصفهاني ويقول المحقق الإصفهاني : إن حقيقة الوضع هو الوضع الإعتباري لا غير . . . وتوضيح ذلك : إن العلقة الوضعية بين اللّفظ والمعنى ليست من الأمور الواقعية التي يوجد بإزائها شيء في الخارج كالجواهر والأعراض ، ولا من الأمور الواقعيّة التي ليس بإزائها في الخارج شيء ، كالأمور الانتزاعية - كالفوقية ، فإنّها ليست في الخارج ، وإنما منشأ الانتزاع موجود وهو السقف - والدليل على مغايرة