نام کتاب : تحريرات في الأصول نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 0 صفحه : 15
بالأدلة المحكمة ، ولكنه سرعان ما ينقض ما بناه حجرا حجرا ، ويقيم على أنقاضه بناء آخر أكثر إحكاما وأشد تماسكا . وقد يصعب على القارئ معرفة مختاره في النظريات العلمية المعمقة ، حيث لم يدع آراءه ومتبنياته شريعة لكل وارد ، بل ضن بها على غير أهلها من أولي العمق والجد والاجتهاد . ولعل من خصائص الكتاب أن مؤلفه أعده بالدرجة الأولى لعرض آرائه ومختاراته في المسائل والنظريات العلمية الأصولية ، إلا أنه كان شديد الحرص على عرض نظريات والده الإمام الراحل - طاب ثراه - وآرائه الأصولية ، حيث إن إمامنا الراحل ( قدس سره ) كان قد ترك بحث الأصول في النجف الأشرف ، وذلك بسبب ما عاناه من طائفة من العلماء المخالفين لخط الإمام القائد ، وذوي النزعة المحافظة على القديم ، والمؤثرة للراحة والدعة على الجهاد وما يستتبعه من قلق البال واضطراب الحال . ولهذا رأى شهيدنا المصنف أن من واجبه أن يعرف للملأ العلمي بآراء والده المقدس ، فكان يعرضها بتفصيل عرض الناقد البصير والعالم الخبير ، فيصحح ما يراه صحيحا ويورد على ما يراه مخالفا لنظره ، وكثيرا ما شيد نظريات والده الإمام ببيان آخر وببراهين أخرى يرسي أركانها ويحكم بنيانها كي يجنبها من الإشكالات والإيرادات التي قد ترد عليها . وربما استفاد من نظريات والده الإمام ككبريات في مسائل أخرى لاستخلاص نتائج جديدة ، ونقدم مثالا لذلك مشكلة توجيه الخطاب إلى الجاهل وغير القادر وكيفية معالجتها ، فقد ذهب المشهور إلى استهجان هذا الخطاب ، غير أن إمامنا الراحل - طاب ثراه - خالفهم إلى عدم استهجانه ، نظرا إلى أن الخطابات قد تكون شخصية وأخرى تكون قانونية كلية ، وإنما يثبت هذا الاستهجان في الأولى دون الثانية ، فأي قبح أو استهجان في توجيه خطاب كلي عام إلى كل
مقدمة التحقيق 16
نام کتاب : تحريرات في الأصول نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 0 صفحه : 15