responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 171


اللَّفظ في المعنيين ولو كان مجازا فيكون هذا الاستعمال نظير الاستعمال في مجموع المعنيين على أن يكون المستعمل فيه كلَّا ذا جزءين حقيقيّين أو اعتباريّين الَّذي قد عرفت جوازه وفاقا للأكثر بل الجواز هنا أوضح لما عرفت من تسوية بعض المحققين بين الكلَّي المجموعي والأفرادي في عدم الجواز ومعلوميّة صحّة إطلاق الكلَّي وإرادة الخصوصيّة بقرينة خارجية والله الهادي ورابعها البطون القرآنية على ما نطق به كثير من الأخبار فربما يظنّ أن ذلك من باب استعمال اللَّفظ في المعنيين الحقيقيين أو المجازيين أو المختلفين وأجيب عنه بوجوه منها ما ذكره المحقّق القمّي رحمه الله في حاشية القوانين بأنّ المراد بعدم جواز استعمال اللفظ في المعنيين عدم الجواز بالنّسبة إلى ظاهر اصطلاحات أهل اللَّسان ومحاوراتهم سيّما في المفردات فلا ينافي ذلك تعدّد مرادات القرآن وتكثر معانيها لأنّ الموافق لاصطلاحات أهل اللَّسان تنزيلات القرآن وليس فيها ما يكون من باب الاستعمال المتنازع فيه لأنّ تعدّد المرادات القرآنية إنّما هي بالنّسبة إلى التأويلات وهي خارجة عن ظاهر الاصطلاحات والمحاورات ومنها ما ذكره بعض الأجلَّة من أنّه يجوز أن يكون بطون القرآن بطونا لظاهره وإن لم يساعد أفهامنا على التوفيق بينهما وتكون حينئذ مرادة بإرادته والظَّاهر أنّ المراد بكون البطون بطونا للظَّاهر دلالة الظَّاهر عليها بالالتزام كسائر الالتزامات وإن لم يساعد على الملازمة بينهما أفهامنا ومنها ما ذكره أيضا من جواز كون البطون مدلولا عليها بدلالة الإيماء والتنبيه كما في الكناية وهو لا ينافي استعمالها في معانيها الظَّاهرة ومنها ما ذكره أيضا من احتمال أن يكون القرآن عبارة عن الألفاظ المؤلَّفة دون استعمالها فيجوز حينئذ أن يراد بتأليفها ما يصلح ممّا فوق المعنى الواحد وهو خارج عن محلّ البحث ومنها ما ذكره أيضا من احتمال كون الاستعمال متعدّدا على حسب تعدّد البطون وليس في تلك الأخبار دلالة على أنّ الكلّ مراد باستعمال واحد قال وفيه بعد قلت أمّا ما ذكره المحقق القمّي رحمه الله فلم نحصل منه شيئا ننظر في وجهه ولعلّ الفائدة في هذا النحو من التعبير أن يذهب الناظر إلى كلّ مذهب ممكن ومن جملتها أنّ القرآن كلام قصد به الإفهام بحسب متفاهم أهل اللَّسان ورموز وإشارات إلى معاني أخر معلومة لمن أرسل إليه فمن حيث إنّه كلام مقصود به الإفادة يجري عليه ما يجري في سائر كلمات البشر وهو المراد بالتنزيل ومن حيث إنّه رموز وإشارات جرى مجرى الألغاز والعلامات وهو المراد بالتأويل وأمّا الوجوه الباقية ففي الكلّ شيء أمّا الأوّل فلأنّ كون البطون بطونا للظواهر بالمعنى الَّذي فهمنا إن تمّ في البعض فلا يتم في الجميع إذ من جملتها تفسير البحرين في قوله تعالى مرج البحرين يلتقيان يخرج منهما اللَّؤلؤ والمرجان بعليّ وفاطمة صلوات الله عليهما وتفسير اللَّؤلؤ والمرجان بالحسنين عليهما السّلام ولا ملازمة بين هذا البطن وبين ظاهر ما يستفاد من الآية لا خارجا ولا ذهنا واحتمال ثبوتها واقعا وقصور عقولنا عن إدراكها مدفوع بأنّ اللَّزوم الذهني لا واقعية له إلا بحسب الإدراك العقلي فمع انعزال العقل عنه يقطع بالعدم وأمّا اللَّزوم الخارجي فلا مسرح له أيضا في أمثال المقام كما لا يخفى ومن ذلك يظهر الكلام في الوجه الثاني مضافا إلى ما فيه من تشبيه دلالته الإيماء والتنبيه بدلالة الكناية فإنّه خارج عن الاصطلاح اللَّهمّ إلَّا أن يراد بالإيماء والتّنبيه في المقام غير ما هو المصطلح عليه أعني الدلالة الحاصلة من إخراج الكلام عن بعد الاقتران بمنافيه من بعض الأحوال وأمّا الثالث فلا معنى محصّل له لأنّ الدال على المعاني هي الألفاظ المستعملة دون الاستعمال نعم قد تقدّم في مبحث المجاز أنّ الأغراض الدّاعية إلى إيجاد الكلام واستعمال الألفاظ الموضوعة قد يكون إفادة أمور خارجة عن مداليل الألفاظ من غير قصد إلى إفادة المداليل أيضا ومنه الكلام المقصود به إفادة اللَّازم وبعض أقسام التقية إلَّا أن ذلك لا مساس له بالبطون القرآنيّة وأمّا الرّابع فهو ممّا اعترف ببعده والحقّ أنّ مداليل أخبار البطون مجملة مثل ما ورد أن جميع معاني القرآن معنية من باء بسم الله فإنه من المتشابهات الَّتي لا يصل إلى حقيقتها عقولنا ويجب ردّها إلى خزّان العلوم صلوات الله عليهم أجمعين فلا يرد نقضا بما يساعد عليه النظر والاستقراء في محاورات أهل اللَّسان من المنع عن استعمال اللَّفظ في المعنيين مع إمكان استناد البطون إلى أوضاع ألفاظ القرآن القديمة واستناد المعاني الظَّاهرية الَّتي يساعدها الأوضاع اللَّغويّة إلى نقلها عن الأوضاع السّابقة المعهودة بين الله تعالى وبين الأئمة عليهم السلام والملائكة قبل خلق البشر وخلق لغاتهم وهذا وإن كان متوقفا على تعدّد الاستعمال أيضا كما لا يخفى إلا أنّ الالتزام به على هذا الوجه بحسب مراتب وجودات القرآن ومنازلها من العرش إلى الفرش ليس كالالتزام بتعدّده في زمان نزول القرآن إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله فافهم تنبيه ويجري مجرى استعمال اللَّفظ في المعنيين الحقيقيين أو الحقيقي والمجازي استعماله في المجازيين ومنه استعمال المشترك المعنوي في الفردين أو الأفراد وكذا الجمع بين الحيثيتين في كلام واحد مثل أن يلاحظ المتكلم ثبوت الحكم للموضوع من جهتين مختلفتين ولذلك زيّفنا القول باستفادة قاعدة الطَّهارة وقاعدة الاستصحاب من نحو قوله كلّ شيء طاهر حتى تعلم أنّه قذر وقلنا إنّ الجهة الملحوظة في هذه القضية إن كانت هي الحالة السّابقة الَّتي هي الملاك الملحوظ في قاعدة الاستصحاب لم يجز معها أن تكون الجهة هو الشكّ في الطَّهارة أيضا الَّذي هو المناط الملحوظ في قاعدة الطَّهارة وهكذا الكلام في كلّ قضية صالحة لتأسيس قاعدتين على البدلية دون الاجتماع مثل قوله صلى الله عليه وآله من كان على يقين

171

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست