responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 164


به في التهذيب على كونه مجازا وهو على تقدير صحّته يقضي بالاستحالة العقلية مطلقا وزعم صاحب المعالم رحمه الله أن مقتضاه امتناع الاستعمال حقيقة لا مجازا وفيه أن جواز الاستعمال مجازا مع محافظة معنى المشترك ومراعاة قيد الوحدة الَّتي بناء الاستدلال على اعتبارها في المسمّى أيضا أمر مستحيل ودعوى أنّه مناقشة لفظية نظرا إلى أنّ النزاع في صحّة إرادة ذات المعنيين من المشترك سمّيته استعمالا في المعنيين أم لا واضحة السّقوط لأنّه لو ساعد المستدلّ على اعتبار قيد الوحدة في معاني المشترك كما هو خيرته استحال الجمع بينهما في استعمال واحد ولو بطريق التجوز ولو ضايق عن ذلك أمكن الجمع على وجه الحقيقة أيضا إلَّا أن يقال إنّ الكلام إنّما هو في إرادة ذات المعنيين غاية الأمر كون التعبير عن هذا باستعمال اللَّفظ في المعنيين مبنيّا على ضرب من المسامحة وهو سهل ومنها أنّه لو جاز لكان إمّا حقيقة أو مجازا لانحصار الاستعمال الصّحيح في الوجهين لكن التالي باطل بقسميه أمّا بطلان الاستعمال على وجه الحقيقة فلوجوه أحدها أنّ الوحدة معتبرة في المسمّى ومن الجمع بين المعنيين يلزم إلقاء قيد الوحدة فيخرج الاستعمال عن كونه حقيقة وهذا صريح صاحب المعالم رحمه الله وضعفه غير خفيّ إذ الوحدة من عوارض الاستعمال واعتبارها في الموضوع له شرطا أو شطرا يستلزم الدّور لتوقف كلّ من الوضع والاستعمال على الآخر حينئذ فتأمل مضافا إلى شهادة التبادر وسائر العلائم بخلافه والعجب أنه رحمه الله انتهض في دعواه تبادر الوحدة من لفظ المشترك عند الإطلاق وارتضاه بعض المحققين في الجملة وفيه أوّلا منع أنّ المتبادر من المشترك أحد المعاني مع قطع النظر عن الإرادة إذ الذهن مع قطع النظر عنها ينتقل إلى جميع المعاني كما سبق في مبحث التبادر وثانيا أن المتبادر منه إنما هو ذات أحد المعاني مجرّدا عن وصف الوحدة شطرا أو شرطا وهذا ليس بتبادر الوحدة حتّى يعتبر في الموضوع له غاية الأمر أنّه لا يتبادر مع ذات أحد المعاني معنى آخر وأين هذا من تبادر الوحدة واستوضح الحال بملاحظة تبادر المعنى الموضوع له في غير المشترك فهل ينتقل الذّهن منه إلا إلى نفس المعنى الموضوع له فإن المتبادر من إنسان هو الحيوان الناطق لا بشرط حتى عن شرط صفة الوحدة غاية الأمر أن لا يتبادر منه مفهوم الفرس وهذا ليس بتبادر الحيوان الناطق وحدة فتدبر فإن كلّ شيء يتبادر وحده وثالثا أنّ هذا التبادر منشؤه كثرة الاستعمال حتى أن أئمة اللَّغة اعترفوا بعدم وجدانهم للاستعمال في أكثر من معنى واحد مثالا واحدا ومثل هذا لا يصلح سندا لإثبات الوضع ولقد أجاد سلطان المحققين رحمه الله حيث صرّح بأن الموضوع له هو نفس المعنى لا بشرط الوحدة ولا بشرط الانضمام وربما يدفع شرط الوحدة بالأصل وفساده متضح عند من له خبرة بمجاري الأصول وثانيها ما ذكره المحقق القمّي رحمه الله من أنّ الوضع لما كان في حال الوحدة وإن لم يكن بشرطها فلا جرم يكون التعدّي عن تلك الحالة إلى حالة الانضمام تعدّيا عن التوظيف الوضعي ومقرّرات الواضع وكلّ استعمال غير محفوظ ملحوظ فيه وظائف الواضع خارج عن قانون اللَّغة داخل في الأغلاط فلا يكون حقيقة ولا مجازا هذا توضيح ما أطاله رحمه الله في تحقيق المقام وأورد عليه بأنّ حال الوحدة إن رجعت إلى اعتبارها في المعنى شرطا أو شطرا فهو في معنى شرط الوحدة وقد أنكره وإلَّا فلا يقتضي المنع عن الاستعمال عدمها ألا ترى أنّ الأعلام مع وضعها في حال بعض الأوصاف والعوارض الغير المعتبرة في مسمّياتها تصدق عند زوالها وهذا الإيراد وارد على ظاهر ما يفهم من كلام المحقق القمّي رحمه الله لكن المورد انتهض بهذا الوجه لإثبات اعتبار الوحدة في نفس الوضع دون الموضوع له كما يأتي الإشارة إليه والفرق بين المقامين ممّا لا يرجع إلى محصّل وثالثها ما ذكره بعض المحققين من أنّ الوحدة وإن استحال أن يكون شطرا للموضوع له ولا ثمرة للقول بوضع الألفاظ في حال الانفراد أيضا إلَّا أن اعتبارها قيدا في الوضع ممّا لا يأبى عنه العرف في بادي الرّأي بل قد يساعد عليه بملاحظة تبادر المعنى الواحد وكذا اعتبارها قيدا للموضوع له لا جزءا لمساوقتهما بالمآل ومرجع الأمرين إلى تعيين اللَّفظ بإزاء المعنى بأن يكون ذلك المعنى تمام المراد من اللَّفظ لا أن يكون المقصود من الوضع إفادة اللَّفظ للمعنى في الجملة سواء أريد معه غيره أم لا واستدلّ على ذلك بوجهين الأول التبادر والثاني ما ذكره المحقّق القمّي رحمه الله من أنّ وضع اللفظ إنّما كان في حال الانفراد فإذا لم يقم دليل على اعتباره في نفس الوضع فقضية الأصل في مثله البناء على الاعتبار وانتفاء الوضع مع عدمه هذه خلاصة ما حقّق به المقام مشتملا على بعض ما هو أوفي بإفادة المرام فيما أطال به الكلام وأنت خبير بأنه نفخة بلا ضرام أمّا أوّلا فلأن مساوقة كون الوحدة قيدا للموضوع له لكونها قيدا للوضع لا لكونها جزءا للموضوع له ممّا لا يصل إلى وجهه عقول أولي الأحلام إذ لا نجد للاستحالة الَّتي اعترف بها على تقدير كونها جزءا للموضوع له وجها لا يجري على تقدير كونها قيدا له بل الإنصاف أنّ مراد صاحب المعالم رحمه الله من اعتبار الوحدة في الموضوع له اعتبارها شرطا لا شطرا وإن كان الجمود على ظاهر بعض كلماته يقضي بالجزئية لكنه ليس في إرجاعه إلى الاشتراط كلّ البعد فلا وجه لتشديده الإنكار عليه في كلامه على طوله وأمّا ثانيا فلأنّ حال الانفراد لو أثر في جعلها قيدا للوضع لأثّر في جعلها جزءا للموضوع له والنقض بالأعلام أت هنا حرفا بحرف كما يظهر بالتأمّل وأمّا ثالثا فلأنّ التقييد إنّما يعرض ما من شأنه الإطلاق ومن الواضح أنّ الوضع فعل صدر من الواضع في حال كونه جزئيا حقيقيا من جميع الوجوه والإطلاق في مثله غير معقول حتى يتصوّر فيه التقييد فافهم وأمّا رابعا فلأنّ قيودات

164

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست