responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 112


بالأوّل هو اللَّفظ المستعمل فيما وضع له بحسب اللَّغة سواء كان متعدّدا أو متّحدا وسواء كان باقيا على الوضع اللَّغوي في العرف أو كان مهجورا إلا أنّه على تقدير الهجر يكون إطلاق الحقيقة عليه باعتبار ما مضى ويندرج تحت المجاز العرفي بملاحظة زمان الهجر وبالثّاني هو اللَّفظ المستعمل فيما هو الموضوع له عرفا سواء كان ذلك الموضوع له عين الموضوع له اللَّغوي أم غيره فالنّسبة بينهما عموم من وجه يتصادقان في اللَّفظ المستعمل في الموضوع له اللَّغوي مع بقاء الوضع عرفا وهذا مجرى قولهم لغة وعرفا كذا ويتفارقان في الموضوع له اللَّغوي المهجور وفي الموضوع له العرفي المتحدّث بالنقل وهو واضح أو بغير نقل كما إذا كان اللَّفظ أو المعنى من المتحدثات العرفية بأن علم عدم وجوده في الزّمان السّابق وتجدّده بعد وإلَّا فلا يتصوّر اختصاصه بالعرف دون اللَّغة والمراد بالعرفية الخاصّة هو المستعمل في الموضوع له عند فرقة خاصّة أو من جهة خاصّة فلو كان اللَّفظ موضوعا في العرف العام لمعنى لا من جهة كونهم أهل العرف بل من جهة كونهم متشرعين أو من جهة كونهم نحويّين مثلا فهذا أيضا من العرفية الخاصّة على ما صرّح به بعض المحقّقين معترضا على من فسّرها بما كان واضعه فرقة خاصّة وفي هذا الاعتراض نظر لأنّه إذا كان اختصاص لفظ لمعنى عند عامة العرف ولو من جهة خاصّة كان الفرق بينه وبين سائر العرفيات العامة تحكما ولذا لو وقع التّعارض بين العرف العام وبين هذا النحو من الوضع لم تحكم بترجيحه على العرف العام مع أنّ الحكم في تعارض العرف العامّ والخاص تقديم الأخير على ما يأتي إن شاء الله تعالى وإنّما قلنا بملاحظة حال الوضع لا الواضع لأنّ المعتبر في العرفية العامّة أو الخاصّة كون اللَّفظ حقيقة في أحد العرفين في معنى سواء كان هناك واضع من أهل العرف بالتعيين أو لم يكن واضع أصلا كما إذا حصل التعيّن والاختصاص بكثرة الاستعمالات وقد يجمع بين العرفيّة العامة والخاصّة في تعريف واحد ويقال الحقيقة اللَّغوية هو اللَّفظ المستعمل في ما وضع له بحسب اللَّغة والحقيقة العرفية ما استعمل فيما وضع له لا بحسب اللَّغة ثم يقسم الأخير إلى عامّ وهو ما لم يكن الوضع فيه مستندا إلى عرف مخصوص أو فرقة مخصوصة وإلى خاصّ وهو ما كان الوضع فيه مستندا إلى أحد الأمرين وما فعلنا أحسن وأسد لأنّ العرف واللَّغة قد يتحدان كما أشرنا إليه بل أكثر الألفاظ كذلك وقضيّة التعريف والتقسيم المذكورين كونهما متباينين كما لا يخفى ويقابل كلّ قسم من أقسام الحقيقة الثلاثة المذكورة مجازة فهو أيضا ينقسم إلى لغويّ وعرفي عامّا أو خاصّا كذا قالوا ولي في صحّة تقسيم المجاز إلى الأقسام المزبورة تأمّل لأنّ المصحّح للاستعمال المجازي ليس إلَّا المناسبة والعلاقة الثابتة بين المجاز والحقيقة وليست هي ممّا يختلف باختلاف الألفاظ والاصطلاحات بخلاف الاستعمال النّاشئ عن الوضع فإن الوضع ممّا أمكن اختصاصه بطائفة دون أخرى ولعلّ نظر من طرد التقسيم إلى المجاز إلى أن الاستعمال في خلاف الموضوع له أيضا من الأمور الإضافية المختلفة باختلاف الاصطلاحات لأنّ خلاف الموضوع له كالموضوع له قد يكون عند فرقة دون أخرى وممّا ذكرنا يظهر بعد التأمّل فساده لأنّ هذا الاختلاف ليس مناطا في هذا التقسيم فتدبّر بقي شيء وهو أنّ الأعلام حقائق اتفاقا مع عدم كون الوضع فيها بحسب اللَّغة أو بحسب العرف العامّ أو الخاصّ فلا بدّ من تربيع الأقسام أو القول بعدم كونها حقائق أمّا الأوّلان فظاهران وأمّا الأخير فلأن العرفية الخاصّة على ما صرّح به غير واحد أن يكون الوضع فيها من قوم أو فريق والأعلام الشخصية ليس كذلك ولأنّ استعمال الأعلام في مسمّياتها حقيقة من أيّ مستعمل كان والعرفيّة الخاصّة إنما تكون حقيقة لو كان المستعمل لها من أهل ذلك الاصطلاح وربما قيل بدخولها في العرف الخاص لمنع اعتبار استناد الوضع فيها إلى قوم أو فريق بل المعتبر فيها عدم استناد الوضع إلى العرف العام سواء كان من قوم أو من واحد ونقل في المنية عن النهاية والأحكام كون الأعلام واسطة بين الحقيقة والمجاز نظرا إلى اعتبار الوضع فيهما لغة وعدم كون الأعلام موضوعة في اللَّغة ثمّ نظر فيه بأنّ هذا غير مطَّرد في جميع الأعلام مثل زيد وعمرو فإنّهما مصدران من زاد وعمر ثمّ قال والتّحقيق أنّ الأعلام بالقياس إلى الأوضاع الجديدة حقائق وأمّا في اللَّغة فليست بحقيقة ولا مجاز أمّا الأوّل فلعدم كونها موضوعة لمسمّياتها لغة وأمّا الثاني فلعدم ملاحظة المستعمل لها في معانيها مناسبتها للمعاني اللَّغوية أقول ما ذكره السّيّد قدس سره لعلَّه مراد العلَّامة والآمدي أيضا بل هو ظاهر العضدي وصريح المحقّق الشريف وحينئذ فيخرج الأعلام من الحقائق اللَّغوية قطعا وقضية ذلك بعد ملاحظة كونها حقائق في معانيها جزما درجها في الحقيقة العرفية الخاصّة كما ذكره القائل لكن التأمّل الصّادق ربما يقضي بخلافه وذلك لأنّ المراد بالمقسم أعني الحقيقة ما كان من إحدى اللَّغات لا كلّ لفظ مستعمل فيما وضع له وإن لم يمكن منها توضيح ذلك أنّه قد علم سابقا في البحث عن اللَّفظ الموضوع أنّ اللَّغة مأخوذة من لغا يلغو إذا لهج بالكلام ويطلق على كلّ لفظ كاشف عن المقصود وقد يطلق ويراد خصوص ما يقابل العرفين وقد يطلق ويراد به أحد أنواع ما يتحاور به كما يقال لغة العرب ولغة فارس ولغة الترك ونحوها وقد ذكرنا أن جنس الحقيقة والمجاز ومقسمهما ليس هو الإطلاق الأول ولا الثاني بل الثّالث ومن الواضح أن الأعلام ليس من اللَّغة بهذا المعنى بل بالمعنى الأول فخروجها عن الحقيقة العرفية واللغوية باعتبار خروجها عن القسم وبهذا يصطلح بين من قال إنّها واسطة بين الحقيقة والمجاز وبين من جعلها من الحقيقة فإنّ مراد الأوّلين كونها واسطة بين الحقيقة والمجاز اللَّغويين وهو لا ينافي كونها حقيقة بالنظر إلى الوضع العلمي والحاصل أنّ الأعلام

112

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست