responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 406


بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم ولمّا فرغ القوم عن بيان الأدلَّة موضوعا وحكما شرعوا في بيان تعارضها كذلك وجعل في التهذيب هذا البحث من مقاصد الفنّ ولكن جعله غير واحد أوّلهم صاحب المعالم قدّس سره فيما عثرنا خاتمة له نظرا إلى أنّه تختم به مباحث الأصول الَّتي هي البحث عن أحوال أدلَّة الأحكام الشّرعية ومداركها ومن هنا يظهر أنّه من مسائل العلم لا من مبادئه ولا من مسائل علم آخر لأنّ التعارض من العوارض الذّاتية لموضوعه أعني الدّليل ومسائل كلّ علم ما يبحث فيه عن عوارض موضوعه الذاتية وكذا التعادل والتراجيح فإنّهما أيضا من العوارض الذاتية للدّليل ولو بالوسائط لأنّ التعادل حال من أحوال الأدلَّة المتعارضة فهو عارض لما هو عارض للدليل والبحث عن عوارض الموضوع بلا واسطة أو مع الواسطة داخل في مسائل العلم ومن هنا ظهر أنّ الأخرى والأولى جعل خاتمة هذا العلم في تعارض الأدلَّة كما فعله بعض الأجلَّة لا في التعادل والتراجيح كما فعله صاحب المعالم ولقد أحسن في القوانين حيث جعلها في التعارض والتعادل والتراجيح لا في الأخيرين خاصّة وإن كان ما ذكرنا أحسن ضرورة عدم المغايرة بينهما وبين المتعارض فهو من قبيل جعل قسم الشيء قسيما له ويرد على المعالم أيضا أنّه لا وجه لإفراد التعادل وجمع التراجيح لأنّ نظره إن كان إلى أفراد الأدلَّة المتعارضة كان عليه التعبير بالجمع في الموضعين وإن كان إلى كلَّي الدّليلين المتعارضين فينبغي أن يأتي بالمفرد فيهما ويمكن الذّب عن الأوّل بأنّه ترك ذكر الأوّل ثمة بقرينة المقام لأن الترجيح يدلّ بالالتزام على التعارض وإن لم يدلّ عليه التعادل وفيه أنّ التعارض معتمد أصلي مستقلّ في هذا الباب كما ستعرف وأيّ فائدة في التنبيه عليه بالالتزام والذّب عن الثّاني بأنّ مرجع التعادل إلى أمر عدميّ وحيث لا تمايز بين الأعدام كان التعبير عنه بالجمع خطأ ولو بلحاظ الجزئيات بخلاف التراجيح فإنّه يرجع إلى أمر وجوديّ فإذا اختلف وتعدد باختلاف الموارد وتعددها فلا بدّ من التعبير عنه بالجمع بتلك الملاحظة وهو جيّد وكيف كان فتنقيح هذا المبحث موقوف على التكلَّم في المقاصد الثلاثة المذكورة المقصد الأوّل في بيان الموضوع أعني معنى التّعارض وبيان أقسامه وتحرير محلّ الكلام وتأسيس الأصل وبيان حكمه فلا بدّ من رسم أمور الأوّل التعارض التفاعل من العرض وهو مشترك بين المعنى الاسمي وهو أحد الأبعاد الثلاثة وبين الوصف وهو الإظهار ومنه قولهم عرضت النّاقة على الحوض من باب القلب أي عرضت الحوض على النّاقة والمراد به هنا هو المعنى الثاني لأنّ المتعارضين يظهر كلّ منهما نفسه على صاحبه وليس إطلاقه على تنافي مدلول الدّليلين مبنيّا على اصطلاح منهم في المقام بل على ثبوت معنى عرفي فإنّ التعارض في العرف العام اسم لكلّ منازعة ومخاصمة بين اثنين دليلين كانا أو غيرهما فتعريف تعارض الدليلين بتنافي مدلوليهما كما عن المنية أو في المقتضي كما عرفه بعض من تأخّر مبني على ذلك المعنى العرفي وكيف كان فقد يورد على طرد التعريفين بشمولهما للأصل والدّليل المتعارضين مع خروجه عن مقاصد الباب قطعا ويندفع بعدم صدق الدّليل على الأصل في مصطلحهم فلا وجه لتوهّم اختلال التعريف طردا وفيه أنّ الأصول الشرعيّة التعبديّة وإن كانت خارجة عن إطلاق الدّليل إلَّا أنّ الأصول العقلية كأصالة البراءة والاستصحاب العقليين محسوبة عندهم من الأدلَّة العقلية والمؤاخذة

406

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست