الصاهل والناهق فكلاهما من الكيف المسموع ، فلا يعقل أن يكون مقوما للجوهر النوعي ، ومن هنا قد يجعلون لازمين وخاصتين مكان فصل واحد ، فيقولون ( الحيوان حساس متحرك بالإرادة ) ومن الطبيعي أن الحساس والمتحرك بالإرادة خاصتان للحيوان وليستا بفصلين له ، ضرورة أن الشئ الواحد لا يعقل أن يتقوم بفصلين ، لأن كل فصل مقوم للنوع وذاتي له ، فلا يعقل اجتماعهما في شئ واحد ، وعليه فلا يلزم من أخذ الشئ في المشتق دخول العرض العام في الفصل ، بل يلزم منه دخوله في الخاصة ، وهذا أمر طبيعي ولا محذور فيه ، فإن العرض العام كالشئ إذا قيد بقيد خاص أصبح خاصة ، فما أفاده المحقق الشريف من استلزام أخذ مفهوم الشئ في مفهوم المشتق دخول العرض العام في الفصل غير تام ، ولا يرجع إلى معنى محصل [1] . الوجه الثاني : ما أفاده المحقق النائيني قدس سره من أن الناطق بمعنى النطق الظاهري أو إدراك الكليات وإن كان من لوازم الانسان وعوارضه الخاصة ولا يعقل أن يكون فصلا مقوما له ، إلا أن الناطق بمعنى صاحب النفس الناطقة فصل حقيقي له ، فيلزم حينئذ من أخذ مفهوم الشئ في المفهوم الاشتقاقي دخول العرض العام في الفصل [2] . هذا ، وقد علق عليه السيد الأستاذ قدس سره بأن صاحب النفس الناطقة هو الانسان ، وهو نوع لا فصل [3] ، نعم لو فسر الناطق بالنفس الناطقة لم يرد عليه هذا الاشكال ، فإن النفس الناطقة هي الفصل الحقيقي للانسان ، وهي بسيطة ،
[1] كفاية الأصول : 52 . [2] أجود التقريرات : 102 . [3] محاضرات في أصول الفقه 1 : 270 .