وأما معنى فلأنه مشتمل على خصوصية زائدة على صرف الحدث . والخلاصة أن المبدأ كالهيولي الأولى ، فكما أنها عارية عن كل خصوصية من الخصوصيات ، وإلا فلا يمكن أن تقبل أي صورة ترد عليها ولا تصلح أن تكون مادة لجميع الأشياء فكذلك المبدأ ، وهذا بخلاف المصدر ، فإنه مشتمل على خصوصية زائدة على نفس الحدث المشترك . ومن هنا يظهر أن ما هو المشهور بين النحاة من أن المصدر أصل المشتقات ومبدأ لها لا يرجع إلى معنى محصل ، هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى قد تسأل أن الخصوصية التي تدل عليها هيئة المصدر ما هي ؟ والجواب : أن فيه قولين : الأول : ما ذهب إليه جماعة من أنها عبارة عن النسبة الناقصة بين المادة والذات المبهمة ، وهيئة المصدر موضوعة بإزائها وتدل عليها ، هذا . وعليه تعليقان : الأول : ما عن المحقق النائيني قدس سره من أن المصدر لو كان موضوعا للنسبة الناقصة بين المادة والذات المبهمة ، فلازمه أن يكون مبنيا من جهة مشابهته للحرف في معناه النسبي ، مع أنه معرب لا مبني [1] . ولكن هذا التعليق غير صحيح . أما أولا : فبالنقض بالأوصاف الاشتقاقية ، فإنها موضوعة بإزاء معان نسبية