استبدال لفظ الرجل الشجاع بلفظ الأسد ، فإن قيام لفظ مكان آخر مع قطع النظر عن المعنى يكون خالياً من الحسن ، ففي قول الشاعر : < شعر > قامت تظلَّلني ومن عجب شمس تظلَّلني من الشمس < / شعر > يكون التعجب من أن تكون الشمس بمعناها مظللة من الشمس ، وإلا فالشمس التي أراد بها الشاعر محبوبه ومعشوقه ، لا عجب في كونها مظلَّلة ، فتحقق التعجب لا يكاد ان يحصل بدون التصرف في المعنى ، من جعل المشبه فردا ادعائياً لماهية المشبّه به وحقيقته ، أو أمراً شبيه ذلك ، كما حققنا في محلَّه ثبوت الفرق بين ما نقول به وبين ما ذهب اليه السكاكي ، وإن كان الفرق غير مهمّ . وبالجملة كما أن استعمال العين في الربيئة يكون استعمالًا استعاريّاً ، والمراد بها هو الشخص الكذائي ، يمكن ان يكون استعمال اليد في المقام بهذا النحو ، بان يكون المراد بها هو ذا اليد ، بادعاء كونه بأجمعه يداً . وعلى هذا التقدير لا حاجة إلى تقدير ذي اليد ، لكون المراد منها هو ذا اليد ، بخلاف الاستعمال الكنائي على ما عرفت . وبالجملة فمعنى الحديث الشريف : ان المال الذي استولى عليه إنسان يكون على عهدة المستولي وثابتاً ومستقرّاً عليه ، وهذا يستمرّ إلى أن يتحقق أداؤه ولا يرتفع الَّا به ، وهذه عبارة أخرى عن ضمان المستولي للمال ؛ إذ ليس معنى الضمان عرفاً الَّا استقرار الشيء وثبوته في عهدة الضامن ، في عالم الاعتبار الشرعي أو العقلائي . ان قلت : ظاهر الحديث على ما ذكرت ان المال الذي يتعلَّق به الأخذ هو الثابت على عهدة ذي اليد ، ففي الحقيقة تعلَّق بالمال الخارجي