الأصول لو كان علماً حقيقيّاً يختصّ بموضوع واحد ، وذلك الموضوع يقتضي نهجاً استدلالياً خاصّاً ، لكان البحث عن أصولية المسألة ذا فائدة من حيث تحديد المنهج المتّبع في تحقيق مسائله . رابعاً : إنّ من المهمّ تجذير المسائل في علم الأصول ، وإرجاع موضوع كلّ مسألة إلى أصلها ومصدرها الذي نشأت منه ، لأنّ معرفة هذه الحقيقة يسهّل لنا الطريق للوقوف على المنهج الصحيح في تحقيق تلك المسألة . وبهذا يتّضح أنّه لا يمكن أن توزن جميع مسائل علم الأصول بميزان واحد وبمنهج واحد . وتأسيساً على هذه الحقيقة فإنّه وإن لم تكن هناك ثمرة من البحث في أصولية حجّية القطع وعدم أصوليّتها ، إلاّ أنّ البحث في انتماء مسألة حجّية القطع إلى أيّ فرع من فروع المعرفة يسهّل لنا البحث عنها وفقاً للمنهج الذي تستند إليه تلك المسألة . في ضوء هذا الميزان سنحاول في البحوث اللاحقة ، أن نميّز المسألة الأصولية من حيث العلم الذي تنتمي إليه ، ثمّ نقيّمها من خلال المنهج المتّبع في تحقيق مسائل ذلك العلم .