responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي    جلد : 1  صفحه : 88


شرح بعض ما تفضّل الله عليَّ فيها وفي نهارها في خدمة مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : فجلست أُريق ماءً وإذا فارس عندي ما سمعت له حسّاً ولا وجدت لفرسه حركة ولا صوتاً وكان القمر طالعاً ولكن كان الضباب كثيراً ، فسألته عن الفارس وفرسه ، فقال : كان لون فرسه صديّاً وعليه ثياب بيض وهو متحنّك بعمامته ومتقلّد بسيفه ، فقال الفارس لهذا الشيخ عبد المحسن : كيف وقت الناس ؟ قال عبد المحسن فظننت أنّه يسأل عن ذلك الوقت ، قال ، فقلت : الدنيا عليها ضباب وغبرة فقال : ما سألتك عن هذا أنا سألتك عن حال الناس ، قال ، فقلت : الناس طيّبون مرخّصون آمنون [1] في أوطانهم وعلى أموالهم ، فقال : تمضي إلى ابن طاوس وتقول له كذا وكذا ، وذكر لي ما قال له - صلوات الله وسلامه عليه - ثمّ قال عنه ( عليه السلام ) : فالوقت قد دنا فالوقت قد دنا ، قال عبد المحسن : فوقع في قلبي وعرفت نفسي أنّه مولانا صاحب الزمان ، فوقعت على وجهي وبقيت كذلك مغشيّاً عليَّ إلى أن طلع الصبح . قلت له :
فمن أين عرفت أنّه قصد ابن طاوس عنّي ؟ فقال : ما أعرف من بني طاوس إلاّ أنت وما وقع في قلبي إلاّ أنّه قصد بالرسالة إليك ، قلت : فأيّ شيء فهمت بقوله صلوات الله عليه : " فالوقت قد دنا " هل قصد وفاتي قد دنت أم قد دنا وقت ظهوره صلوات الله عليه ؟ فقال : بل قد دنا وقت ظهوره صلوات الله عليه ، قال : فتوجّهت ذلك اليوم إلى مشهد الحسين ( عليه السلام ) وعزمت أنّني ألزم بيتي مدّة حياتي أعبد الله تعالى ، وندمت كيف ما سألته ( عليه السلام ) عن أشياء كنت أشتهي أن أسأله عنها . قلت له : هل عرّفت بذلك أحداً ؟ قال : نعم عرّفت بعض من كان عرف بخروجي من عند المعيدية ، وتوهّموا أنّي قد ضللت وهلكت لتأخّري عنهم واشتغالي بالغشية الّتي وجدتها ، ولأنّهم كانوا يروني طول ذلك النهار - يوم الخميس - في أثر الغشية الّتي لقيتها من خوفي منه ( عليه السلام ) فوصّيته أن لا يقول ذلك لأحد أبداً ، وعرضت عليه شيئاً ، فقال : أنا مستغن عن الناس وبخير كثير ، فقمت أنا وهو ، فلمّا قام عنّي نفذت له غطاءً وبات عندنا في المجلس على باب الدار الّتي هي مسكني الآن بالحلّة ، فقمت وكنت أنا وهو في



[1] في خ و ط‌ : طيّبين مرخّصين آمنين .

88

نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست