نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 522
له من الرغبة والرهبة والخضوع والتقرّب مثل ما يكون من العالم المستيقن . وقد قال الله عزّ وجلّ : ( إلاّ من شهد بالحقّ وهم يعلمون ) [1] فصارت الشهادة مقبولة لعلّة العلم بالشهادة ، ولولا العلم بالشهادة لم تكن الشهادة مقبولة . والأمر في الشاكّ المؤدّي بغير علم وبصيرة إلى الله جلّ ذكره إن شاء تطوّل عليه فقبل عمله وإن شاء ردّ عليه ، لأنّ الشرط عليه من الله أن يؤدّي المفروض بعلم وبصيرة ويقين كيلا يكونوا ممّن وصفه الله تعالى : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأنّ به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ) [2] لأنّه كان داخلا فيه بغير علم ولا يقين ، فلذلك صار خروجه بغير علم ولا يقين ، وقد قال العالم ( عليه السلام ) : " من دخل في الإيمان بعلم ثبت فيه ونفعه إيمانه ومن دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه " وقال ( عليه السلام ) : " من أخذ دينه من كتاب الله وسنّة نبيّه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول ، ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردّته الرجال " وقال ( عليه السلام ) : من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن . ولهذه العلّة انبثقت على أهل دهرنا بثوق هذه الأديان الفاسدة والمذاهب المستشنعة الّتي قد استوفت شرائط الكفر والشرك كلّها . وذلك بتوفيق الله عزّ وجلّ وخذلانه ، فمن أراد الله توفيقه وأن يكون إيمانه ثابتاً مستقرّاً سبّب له الأسباب الّتي تؤدّيه إلى أن يأخذ دينه من كتاب الله عزّ وجلّ وسنّة نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) بعلم ويقين وبصيرة فذاك أثبت في دينه من الجبال الرواسي ، ومن أراد الله خذلانه وأن يكون دينه معاراً مستودعاً - نعوذ بالله منه - سبّب له أسباب الاستحسان والتقليد والتأويل من غير علم وبصيرة ، فذاك في المشيئة إن شاء الله تبارك وتعالى أتمّ إيمانه وإن شاء سلبه إيّاه ، ولا يؤمن عليه أن يصبح مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، لأنّه كلّما رأى كبيراً من الكبراء مال معه ، وكلّما رأى شيئاً استحسن ظاهره قبله ، وقد قال العالم ( عليه السلام ) : إنّ الله عزّ وجلّ خلق النبيّين على النبوّة فلا يكونون إلاّ أنبياء ،