نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 517
يتّقون ، ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بينة . وقال أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - : جاءهم نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) بنسخة ما في الصحف الأُولى ، وتصديق الّذي بين يديه ، وتفصيل الحلال من ريب الحرام ، وذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم ، فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة ، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون ، فلو سألتموني عنه ، لأخبرتكم عنه لأنّي أعلمكم . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع في مسجد الخيف : إنّي فرطكم وأنّكم واردون عليَّ الحوض ، حوض عرضه ما بين بصرة وصنعاء فيه قدحان من فضّة عدد النجوم ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين . قالوا : يا رسول الله وما الثقلان ؟ قال : كتاب الله الثقل الأكبر طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به لن تضلّوا ولن تزلّوا ، و [ الثقل الأصغر ] [1] عترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض كإصبعي هاتين ( وجمع بين سبّابتيه ) ولا أقول كهاتين ( وجمع بين سبّابته والوسطى ) فتفضل هذه على هذه ، فالقرآن عظيم قدره جليل خطره بيّن ذكره ، من تمسّك به هدي ومن تولّى عنه ضلّ وزلّ ، فأفضل ما عمل به القرآن ، لقول الله عزّ وجلّ لنبيّه ( صلى الله عليه وآله ) : ( وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) ( 2 ) وقال : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ) ( 3 ) ففرض الله عزّ وجلّ على نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) أن يبيّن للناس ما في القرآن من الأحكام والقوانين [ والفرائض ] ( 4 ) والسنن ، وفرض على الناس التفقّه والتعليم والتعلّم والعمل بما فيه حتّى لا يسع أحداً جهله ولا يعذر في تركه . ونحن ذاكرون ومخبرون بما انتهى إلينا . ورواه مشائخنا وثقاتنا عن الّذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم ولا يقبل العمل إلاّ بهم ، وهم الّذين وصفهم الله تعالى وفرض سؤالهم والأخذ منهم وقال : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ( 5 ) فعلمهم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهم الّذين
[1] أثبتناه من المصدر . ( 2 و 3 و 5 ) النحل : 89 و 44 و 43 . ( 4 ) من المصدر .
517
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 517