نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 430
هو أضعف منه ، ومن منّ الله عليه فجعله موسعاً عليه فحجّته عليه مالُه ، يجب عليه تعاهد الفقراء بنوافله ، ومن مَنَّ الله عليه فجعله شريفاً في بيته جميلا في صورته فحجّته عليه أن يحمد الله على ذلك وأن لا يتطاول على غيره فيمنع حقوق الضعفاء لحال شرفه وجماله [1] . أبي ( رحمه الله ) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول اجعلوا أمركم لله ولا تجعلوه للناس ، فإنّه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد إلى الله . ولا تخاصموا الناس لدينكم ، فإنّ المخاصمة ممرضة للقلب ، إنّ الله عزّ وجلّ قال لنبيّه ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء ) [2] وقال : ( أفأنت تكره الناس حتّى يكونوا مؤمنين ) [3] ذروا الناس فإنّ الناس أخذوا عن الناس ، وإنّكم أخذتم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إنّي سمعت أبي يقول : إنّ الله عزّ وجلّ إذا كتب على عبد أن يدخل في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره [4] . وحدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حمران ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال ، قال : إنّ الله تعالى إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة من نور وفتح مسامع قلبه ووكّل به ملكاً يسدّده ، وإذا أراد بعبد سوء نكت في قلبه نكتة سوداء وسدّ مسامع قلبه ووكّل به شيطاناً يضلّه ، ثمّ تلى هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيّقاً حرجاً كأنّما يصّعّد في السماء [5] ) [6] . حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب قال : أخبرنا أحمد بن الفضل بن مغيرة قال : حدّثنا منصور بن عبد الله بن إبراهيم الإصفهاني قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله قال : حدّثنا أبو شعيب المحاملي ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّه سئل عن المعرفة أمكتسبة هي ؟ فقال : لا ، فقيل له : فمن صنع الله عزّوجلّ وعطائه هي ؟ قال : نعم ، وليس للعباد فيها صنع ، ولهم اكتساب الأعمال .