نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 421
قال للحلال هذا حرام وللحرام : هذا حلال ودان بذلك ، فعندها يكون خارجاً من الإيمان والإسلام إلى الكفر ، وكان بمنزلة رجل دخل إلى الحرم ثمّ دخل الكعبة وأحدث في الكعبة حدثاً فأُخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار . قال مصنّف هذا الكتاب [1] : كان المراد من هذا الحديث : ما كان فيه من ذكر القرآن ومعنى ما فيه أنّه غير مخلوق ، أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنّه غير محدث ، لأنّه قد قال : " محدث غير مخلوق وغير أزلي مع الله تعالى ذكره " [2] انتهى كلامه أعلى الله مقامه . أقول [3] : هذا الحديث الشريف موافق لقولهم ( عليهم السلام ) : " ستّة أشياء من صنع الله ليس للعباد فيها صنع : النوم واليقظة ، والرضا والغضب ، والعلم ، والجهل " [4] وموافق لقول الحكماء وعلماء الإسلام : المفهومات الخبرية وغير الخبرية الضرورية الغير الاختيارية والكسبية الاختيارية كلّها فائضة على النفوس من الله تعالى ، لقوله تعالى : ( سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا ) [5] . ثمّ أقول : يستفاد من الأحاديث أنّ تأثيراته تعالى أنواع : منها : خلق شيء بأمر كُنْ . ومنها : جعل أشياء أسباباً لوجود أشياء أُخر ، بأن يقال : كن سبباً مستلزماً لذلك . ومنها : أن يقال : لا تكن شيء من أفعال الخير وأفعال الشرّ إلاّ بعد سبق مشيئتي وإرادتي وقدري وقضائي وإذني وكتاب وأجل . ولولا النوع الأخير لكان العبد مستطيعاً تامّاً من كلّ فعل أراده ، ولزم التفويض . وقولهم ( عليهم السلام ) : " أبى الله أن بجري الأشياء إلاّ بأسبابها " [6] ناظر إلى ذلك . فعلم من ذلك أنّ السبب قسمان : سبب طبيعي كطلوع الشمس لوجود النهار ، وسبب غير طبيعي كجعل الله تعالى إصابة العين والسحر سبباً مستلزماً لوجود
[1] يعني كتاب التوحيد . [2] التوحيد : 220 - 223 ، ح 7 . [3] هذا الفقرة إلى قوله : " أقول : معنى خلق المعرفة . . . " في ص 425 لم يرد في خ . [4] الخصال : 325 باب الستّة ، وفيه : بدل " العلم " : المعرفة . [5] البقرة : 32 . [6] بصائر الدرجات : 6 ، ب 3 من الجزء الأوّل .
421
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 421