responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 62


في هذا المجال قد يُدّعى أنّ الله عزّ وجلّ أوكل هذه المهمّة إلى العقل الإنساني كما هو الحال في كثير من القضايا المهمّة في حياة الإنسان والتي أُوكلت مهمة القيام بها إلى العقل ، كقضايا الصحّة البدنية وقوانين المرور وغيرها .
لكنّ الحقّ أنّ الله سبحانه لم يترك مهمّة تحديد طريق العبودية الصحيح إلى العقل ، بل صرّح القرآن الكريم أنّ الشريعة الموصلة إلى العبودية الحقّة والتي جاءت بها خاتمة الرسالات ليست ممّا يمكن للعقل الإنساني أن يناله أو يدركه ؛ قال سبحانه : ( فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ) [1] ، وقال مخاطباً نبيّه الخاتم صلّى الله عليه وآله : ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) [2] وعليه فإن هذه المسألة ترتبط ارتباطاً جوهرياً بموضوع فلسفة النبوّة وحاجة الإنسان إلى الوحي الإلهي ؛ إذ ثبت في البحث العقدي عدم قدرة العقل البشري على تشخيص المصداق التامّ للعبودية إلاّ بالاستعانة بوحي السماء .
فالإنسان يستطيع في هذا العالم الذي يعيش فيه وهذه الأرض التي يتقلّب عليها ، أن يتعرّف على بعض الأشياء التي تنفعه وبعض الأشياء التي تضرّه ، من دون الاحتياج إلى شيء خارج محيط القدرة البشرية وحدود المجتمع الدنيوي . فهو يعرف مثلاً أنّ النار محرقة ، وأنّ السمّ قاتل ، كما يعرف بأنّ الماء يرفع العطش وأنّ أقراص الأسبرين ترفع ألم الرأس إلى غيرها من الأمور التي نلمس نفعها أو ضررها بشكل مباشر



[1] البقرة : 239 .
[2] النساء : 113 .

62

نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست