responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 405


التزاحم ، وبعد التنبّه إلى الفرق بين التزاحم والتعارض ، ولم يكن ليحصل ذلك إلاّ بعد ممارسة علميّة شاقّة وطويلة أدّت إلى مثل هذه النتائج العميقة والدقيقة .
وعليه فمن المعقول جدّاً أن تحصل غفلة عامّة عن مثل هذه النظريات في أوّل مراحل تكوّن علم الأصول والفقه ، لأنّ الالتفات إلى هذه النظرية وما يشاكلها يحتاج إلى حركة علميّة واسعة ، وهذه الحركة تحتاج إلى زمان لا بدّ من طيّه حتّى يمكن الوصول إلى مثل هذه المرحلة ، إذن فاحتمال غفلتهم جميعاً عن هذه النكتة المشتركة معقول جدّاً ولا غرابة فيه ; لأنّه العصر الذي يخلو من التفريعات الفقهيّة فضلاً عن أن تصل إلى أوج كمالها ، كما أشار إليه الشيخ الطوسي في كتابه المبسوط بقوله :
« وكنت على قديم الوقت وحديثه متشوّق النفس إلى عمل كتاب يشتمل على ذلك ( التفريعات الفقهيّة ) تتوق نفسي إليه فيقطعني عن ذلك القواطع وتشغلني الشواغل ، وتضعف نيّتي أيضاً فيه قلّة رغبة هذه الطائفة فيه وترك عنايتهم به ، لأنّهم ألفوا الأخبار وما رووه من صريح الألفاظ ، حتّى أنّ مسألة لو غيّر لفظها وعبّر عن معناها بغير اللفظ المعتاد لهم لعجبوا منها وقصر فهمهم عنها . . . » [1] .
فكيف يتوقّع من مثل هذه المرحلة التي مرَّ بها علم الفقه أن تكون سبباً لتكامل قواعد علم الأصول ؟ لما عرفنا أنّ علم الأصول يقوم بدور المنطق لعلم الفقه ، والعلاقة بينهما علاقة النظرية بالتطبيق .



[1] المبسوط في فقه الإماميّة ، تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، المطبعة الحيدريّة ، طهران ، 1387 ه - ، ج 1 ص 2 .

405

نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست