مقيّد بشروط وظروف ، غاية الأمر أنّ هذه الشرائط موجودة دائماً بحسب الخارج ، كما هو الحال في بقاء الإنسان على وجه الأرض فإنّه يستلزم الهرم والشيخوخة ، فإنّ هذا الاستلزام عقليّ أيضاً لأنّه بملاك العلّة والمعلول ، بمعنى أنّ الزمان مساوق مع تحقّق علّة الشيخوخة ، ومن المعلوم أنّ استلزام العلّة لمعلولها يكون عقليّاً دائماً ، ولكن الفارق بين ما نحن فيه وبين الاستلزام الأوّل هو أنّ العمر إنّما يكون مستلزماً للشيخوخة ضمن الشروط المزاجيّة والصحّية التي توجد في حياتنا الاعتيادية عادةً ، فلو غيّرت هذه الشروط العامّة فالعقل لا يأبى انفكاك الشيخوخة عن مضيّ ذلك المقدار من العمر ، فيمكن أن يفرض بقاء الإنسان حيّاً لمئات السنين من دون أن يصير شيخاً ، وهذه هي الملازمة العادية . وأمّا الملازمة الاتّفاقيّة ، فهي أن يكون الشيء مستلزماً لشيء آخر ، لكن ليس بما هو حتّى يكون الاستلزام ذاتيّاً ، بل بما هو مقيّد بشروط ، إلاّ أنّ تلك الشروط توجد أحياناً لا أنّها توجد دائماً أو غالباً حتّى تكون الملازمة عادية ، إذن فالملازمة الاتّفاقية هي عبارة عن الملازمة بين الشيئين بحيث يكون وجود أحدهما بما هو مقيّد بشروط مستلزماً لوجود الآخر ، وتلك الشروط توجد أحياناً ، وذلك كما يقال إنّ وجود الإنسان في البلاد الحارّة مثلاً مستلزم لابتلائه بمرض السلّ ، لأنّ مجرّد وجود الإنسان في البلاد الحارّة ليس علّة للابتلاء بالسلّ ، وإنّما يكون مستلزماً لذلك مع انضمام شروط خاصّة في المزاج قد توجد أحياناً وقد لا توجد . والحاصل : أنّ جميع هذه الأنحاء الثلاثة من الملازمة عقليّة بملاك