الإنسان على الصراط المستقيم ، إلاّ أنّ هذه الهداية ذات درجات متفاوتة ، والمقصود أنّه يوصل الإنسان إلى الحدّ الأدنى منها ومن المعارف التي يتبنّاها القرآن . ومن هنا يثبت دور أهل البيت عليهم السلام في إيصال الناس إلى الحدّ الأعلى الممكن من هذه الهداية والمعارف القرآنية ، أي أنّ الوقوف على درجة من درجات الصراط لا يغنينا عن الرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام ، إذ هناك درجات أخرى لا نصل إليها إلاّ من خلال بياناتهم وإرشاداتهم حول معارف الكتاب الكريم . وذلك ببيان : أنّ هناك مصطلحين ورد ذكرهما في القرآن ; الأوّل : الصراط المستقيم ، والثاني : السبيل ، ومعرفة العلاقة الجوهريّة بين الصراط والسبيل هي التي توقفنا على حقيقة دور أهل البيت عليهم السلام في فهم القرآن . وبعد الرجوع إلى البحث القرآني يظهر أنّ الصراط المستقيم هو الطريق الرئيس للوصول إلى الله سبحانه وتعالى ، ومن حاد عن هذا الطريق فسوف يقع في الضلالة ولا يصل إلى الهدف الذي خُلق من أجله لا محالة . إلاّ أنّ الصراط المستقيم يتضمّن في باطنه مجموعة السُّبل المتعدّدة والمختلفة بدرجة إيصالها إلى القرب الإلهي ، فبعضها تامّ ، وبعضها كامل ، وآخر أكمل وهكذا ، لكنّها جميعاً توصل إلى الهدف والغاية في نهاية المطاف ، بالرغم من أنّ هذه السبل تختلف بإمكاناتها وقدراتها في الإيصال إلى الحقّ عزّ وجلّ ، خصوصاً مع الالتفات إلى أنّ الهدف هو