responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 296


والعقلي : ما يُدرَك بالبصيرة ، كالإخبار عن الغيب تعريضاً وتصريحاً ، والإتيان بحقائق العلوم التي حصلت عن غير تعلّم .
فأمّا الحسّي : فيشترك في إدراكه العامّة والخاصّة ، وهو أوقع عند طبقات العامّة ، وآخذ بمجامع قلوبهم ، وأسرع لإدراكهم .
وأمّا العقلي : فيختصّ بإدراكه كملة الخواصّ من ذوي العقول الراجحة والأفهام الثاقبة الذين يغنيهم إدراك الحقّ » [1] .
في ضوء ذلك : فالقرآن الكريم وحسب ما يدّعيه في أنّه معجزة خالدة لا يمكن أن ينتمي إلى قسم المعجزات الحسّية ، لأنّ هذا النوع من المعجزات محدود بظروف الزمان والمكان ، وما كان هذا شأنه لا يمكن أن يصبح خالداً على مرّ الزمان . فالخلود الأبدي لإعجاز القرآن شيء فوق المادّة وقوانينها ، ومن غير الممكن للحسّ أن يحيط بهذا النوع من الإعجاز ؛ ومن هنا ارتبطت معجزة القرآن بالعلم والمعرفة وهما من المقولات المجرّدة عن المادّة ، الأمر الذي يعطي للقرآن صفة الديمومة والخلود وعدم المحدودية من جهة الزمان والمكان ، وبذلك يكون المعجزة التي تستند إليها النبوّة الخاتمة ، ومن هنا جاء التحدّي به بأنحاء مختلفة ، كقوله تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) [2] ، الظاهر في التحدّي بسورة واحدة . وقال : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ



[1] جامع التفاسير ، الراغب الأصفهاني : ج 1 ص 102 ، دار الدعوة ، الكويت . وكذلك نفحات الرحمان في تفسير القرآن وتبيين الفرقان ، محمّد بن عبد الرحيم النهاوندي : ج 1 ص 3 - 4 ، المطبعة العلمية ، طهران .
[2] يونس : 38 .

296

نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست