حدود حقّ الطاعة في المولويات العقلائية . ثمّ إنّ هذه المسألة تتضمّن بعدين : أحدهما : إدراك أصل مولوية الحقّ سبحانه وتعالى . ثانيهما : حدود دائرة حقّ الطاعة وبيان أبعادها . وهاتان قضيّتان غير مبرهنتين وإنّما المرجع في إثباتهما هو الوجدان فقط ، وقد تعرّض الأستاذ الشهيد قدّس سرّه إلى ذكر بعض المنبّهات على حقّانية الوجدان المذكور . وما دام مرجع القضيتين المذكورتين إلى الوجدان العقليّ للإنسان لا العقلائي ، فلا بدّ أن نرى بماذا يحكم الوجدان في ذلك ؟ إذ لو انتهى الوجدان إلى عدم وجوب طاعة المولى سبحانه وتعالى ، فلا يمكن للإنسان حينئذ أن ينبعث أو يفعل شيئاً امتثالاً لأوامر المولى . والبحث من هذه الجهة مرتبط بنظرية المعرفة ، فلو أنّ إنساناً اعتقد بوجود الله ، واعتقد بالنبوّات والرسالات واليوم الآخر ، لكنّه لم يعتقد بوجوب طاعة أوامر وتكاليف المولى سبحانه وتعالى ؛ لعدم وجود الدليل لديه على ذلك ، فما هو موقفه يوم القيامة وهو على هذه الحال ؟ هل يستحقّ العقاب ؟ وليعلم أنّ هذه القضية المعرفية قد طُرحت مؤخّراً في الأوساط الفكرية والمؤسّسات العلمية ، وحاصلها هل الإنسان مكلّف أوّلاً ، أم صاحب حقّ ثم مكلّف ؟ فلو أراد أن يُسقط حقّه لا يكون مكلّفاً حينئذ . ومعلوم أنّ الواقع الديني عندنا يقوم على أساس التكليف أوّلاً والحقّ ثانياً . وكيف كان ، فإنّ أصل حقّ الطاعة للمولى الحقيقي أمر وجدانيّ لا دليل عليه ، ولو قلنا أنّه بملاك الخالقية ، لعاد السؤال : ما هو الدليل على