responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 212


الداخلة في ابتلاء الناس بها كثيراً وكان السلوك الذي يُراد إثباته وانعقاد السيرة عليه نحو سلوك لا يكون خلافه من الواضحات لدى الناس والمتشرّعة مع عدم تكثّر السؤال والجواب عنها على مستوى الروايات والأدلّة الشرعية ، فإنّه في مثل ذلك يستكشف أنّ ذلك السلوك كان ثابتاً في زمان المعصوم عليه السلام أيضاً ، وإلاّ لزم إمّا أن يكثر السؤال عنه أو يكون خلافه من الواضحات عند الناس عادةً ، وكلاهما خلف .
مثلاً : إذا فرض انعقاد السيرة على العمل بخبر الثقة الأمر الذي ليس عدمه من الواضحات بحسب الطباع العقلائية - مع كون المسألة محلاًّ للابتلاء كثيراً ولم ترد في الأدلّة والنصوص الصادرة عنهم ما يمنع عن العمل بخبر الثقة بل فيها ما يؤكّد العمل به - كان ذلك دليلاً على أنّ هذا السلوك كان متّبعاً في تلك الأزمنة أيضاً .
4 - وهو يتمّ في موردٍ لو لم تكن السيرة منعقدة على ما يراد إثبات انعقادها عليه لكان لها بديل وكان ذلك البديل ظاهرة مهمّة لا تقتضي العادة أن تمرّ بدون تسجيل لخطورتها . ولعلّ من أحسن أمثلة ذلك انعقاد السيرة على العمل بالظواهر ، فإنّه لو لم تكن هذه السيرة موجودة في عهدهم ولم يكن بناء الأصحاب على جعل الظهور مقياساً لاقتناص المعنى فلا بدّ من أن تكون هناك مبانٍ أخرى بديلة لذلك في مقام الاقتناص ، إذ لا شكّ في أنّهم كانوا يقتنصون المعاني من الأدلّة الشرعية على كلّ حال ، فلو لم يكن ذلك على أساس الظهور فلا بدّ من قاعدة أخرى بدلاً عن الظهور وذاك البديل لو كان لكان ظاهرة اجتماعية فريدة وملفتة للنظر بحيث لا يمكن أن تمرّ دون أن يصل إلينا آثارها وأخبارها بشكل وآخر ، فإنّ ما هو أقلّ من ذلك تصل آثاره عادةً إلى المتأخّرين بالتدريج فكيف لا تصل إلينا رائحة بديل عن الظهورات بوجه من الوجوه ؟

212

نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست