سليمة وشرائط الرؤية متحقّقة فسوف تنعكس في ذهنه صورة ذلك الشيء قهراً ، وكذلك الحال في ما يتعلّق بالحبّ والبغض للأفعال التي تنشأ منها إرادة أو كراهة . فالحبّ - وكذا البغض - ليس شيئاً اختيارياً للإنسان لكي يوّسعه أو يضيّقه كيف يشاء ، بل هو تابع لملاكاته الواقعية وجوداً وعدماً ، والمفروض أنّ دائرة الملاك والغرض الواقعي مختصّة بالعالم فقط - حسب المثال - فلا تشمل الجاهل ، وبذلك لا يمكن التوسعة فيها . لكنّ دائرة المحرّكية ليست أمراً قهرياً خارجاً عن اختيار المولى ، بل هي أمر اعتباريّ بيد المولى ، يستطيع من خلاله أن يضيّق دائرة الخطاب المبرز أو يوسّعها ، فيكون قياس إحدى الدائرتين على الأخرى قياساً مع الفارق . الملاحظة الثالثة : إنّ الحكم الموسّع بحسب دائرة المحرّكية إمّا أن يكون غرضه في المتعلّق ، وإمّا أن يكون في نفس جعله ، وعلى الأوّل يعود إشكال اجتماع الضدّين أو نقض الغرض ، وعلى الثاني يرد ما ذكرناه بخصوص نظرية أنّ مبادئ الحكم الظاهري في نفس جعله . والجواب : إنّ نسبة هذين القولين - أنّ المصلحة إمّا في المتعلّق أو في نفس الجعل - ليست نسبة الضدّين اللذين لا ثالث لهما حتى يرد ما قيل ، بل هناك فرض ثالث وهو أنّ المصلحة لا في المتعلّق ولا في نفس الجعل بل هي ناشئة من أهمّية الأغراض الواقعية ؛ فإنّ المحرّكية تتبع أهمّية هذه الأغراض سعة وضيقاً . قال السيد الشهيد : « وهذا يعني أنّ الخطاب الموسّع الذي هو الخطاب الظاهري ليس على طبقه غرض في متعلّقه ولكنّه مع هذا ليس بمعنى أنّ المصلحة في نفس جعله كما تقدّم في بعض الوجوه السابقة ،