( 1 ) المنافاة مع قاعدة قبح العقاب بلا بيان نبحث في هذه الجهة منافاة جعل الحجّية للظنّ مع الحكم العقلي بقبح العقاب بلا بيان ، بقطع النظر عن منافاة ذلك للتشريعات الإلهية الأخرى ؛ إذ لا ريب أنّ الأحكام الظاهرية طرّاً إمّا أن تكون بصدد التنجيز أو التعذير ، فهي إمّا إلزامية أو ترخيصية لا محالة ، فيقع البحث في هذه الجهة عن مدى منافاة جعل هذه الأحكام لقاعدة قبح العقاب بلا بيان . وقد تعرّض الشهيد الصدر قدّس سرّه إلى البحث في تنافي الأحكام الظاهرية الإلزامية مع مسلك البراءة العقلية فقط ، ولم يتعرّض للبحث على مستوى تنافيها مع مسلك حقّ الطاعة أو الاحتياط العقلي بالرغم من أنّ البحث جارٍ على كلا المسلكين . أمّا على مبنى المشهور فلا تتحقّق الحجّية إلاّ مع البيان التامّ ، وعلى هذا الأساس أشكل عليهم الأمر في جعل الأحكام الظاهرية الإلزامية ؛ ضرورة منافاتها مع حكم العقل بقبح العقاب بلا بيان . وأمّا على مسلك حقّ الطاعة فالبحث يجري من جهة الأحكام الظاهرية الترخيصية التي تنافي منجّزية مطلق الانكشاف بحسب هذا المسلك . بناءً على ذلك سلك كلّ من المشهور والأستاذ الشهيد مسلكاً