المجتمع الإنساني من جهة نقل المعاني وتفهيمها للآخرين . وعليه فكلّما تعقّدت حياة الإنسان فكرياً وثقافياً تعقّدت اللغة واتّسعت وتعمّق مفهومها تبعاً لذلك ، فقد كانت اللغة في المجتمعات الإنسانية البدائية تتّسم بالبساطة والسهولة ولا يكتنفها التعقيد والدقّة في الاصطلاحات ، وهذا بخلافه في المجتمعات المتمدّنة فإنّا نجد اللغة تأخذ طابع التعقيد والدقّة وكثرة المصطلحات والمعاني ، وقد سبّب ذلك - أي تقدّم اللغة بتقدّم الحياة الإنسانية - أن تؤلّف المجامع العلمية والقواميس اللغوية بين فترة وأخرى نظراً للحاجة الملحّة في استحداث المعاني تبعاً لتطوّر الحياة العلمية والثقافية في الساحة الإنسانية . بناءً على ذلك يكون تغيّر اللغّة من زمان لآخر واقعاً ضروريّاً لا مفرّ منه . إلاّ أنّ المقصود بتغيّر اللغة ليس انتقال المعاني الأفرادية من معنى إلى آخر ، بل المقصود حسب فلسفة اللغة ما هو أعمّ من ذلك ، أي الشامل للظهورات المرتبطة بالجمل التركيبيّة والمدلول التصديقي لا التصوّري والوصفي فقط ؛ إذ يمكن لجملة تركيبيّة أن تدلّ على معنيين في زمنين مختلفين ، بل في الزمن الواحد نفسه ؛ نظراً لتعدّد الفنون والصناعات الفكرية . 2 - ثبوت الحجّية للظهور الموضوعي في عصر الصدور بناءً على تغيّر الظهورات الموضوعيّة للكلام من عصر إلى آخر ينبثق السؤال عن تحديد الظهور الموضوعي الذي يقع موضوعاً لأصالة الظهور ؟ في هذا المجال يقول الشهيد الصدر قدّس سرّه : « الصحيح أنّ الحجّية