( 5 ) الظهور الذاتي والموضوعي بعد أن ثبت أنّ موضوع الحجّية هو الظهور التصديقي يقع البحث في تحديد أي الظهورات التصديقيّة هو المقصود في موضوع حجّية الظهور ، إذ ينقسم الظهور التصديقي إلى نوعين : أحدهما : الظهور الذاتي ، وهو الظهور الشخصي الذي ينسبق إلى ذهن كلّ شخص شخص . والآخر : الظهور الموضوعي ، وهو الظهور النوعي الذي يشترك فيه أبناء العرف والمحاورة . « وهما قد يختلفان لأنّ الشخص قد يتأثّر بظروفه وملابساته وسنخ ثقافته أو مهنته أو غير ذلك ، فيحصل في ذهنه أُنس مخصوص بمعنى مخصوص لا يفهمه العرف العامّ عن اللفظ . ومن هنا يُعلم أنّ الظهور الذاتي الشخصي نسبيٌّ مقام ثبوته عين مقام إثباته ، ولهذا قد يختلف من شخص إلى آخر ، وأمّا الظهور الموضوعي فهو حقيقة مطلقة ثابتة ، مقامُ ثبوته غير مقام إثباته لأنّه عبارة عن ظهور اللفظ المشترك عند أهل العرف وأبناء اللغة بموجب القوانين الثابتة عندهم للمحاورة وهي قوانين ثابتة متعيّنة ، وإن شئت عبّرت بأنّه الظهور عند النوع من أبناء اللغة ، ومن هنا يعرف أنّه يعقل الشكّ فيه لكونه