فإن قيل : إنّ الموافقة والمخالفة تعني الموافقة والمخالفة لنصّ القرآن لا لظاهره لكي يستدلّ بها على حجّية ظواهره . قلنا : روايات العرض على الكتاب وكذلك التي تتضمّن مفهوم الموافقة والمخالفة مطلقة من هذه الجهة ، مضافاً إلى أنّ القدر المتيقّن منها هو المخالفة لظاهر القرآن لا لنصّه ؛ بضميمة أنّ المعاندين لكتاب الله كانوا يعيشون في مجتمع يعتقد بقدسية القرآن ، فمن أراد أن يخالف القرآن لا يأتي بنصّ صريح على ذلك يصطدم به مع مسلّمات القرآن الواضحة والثابتة ، بل المخالفةُ تكون على مستوى الظواهر . تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الدليل يثبت حجّية ظواهر القرآن على نحو الموجبة الكلّية لأنّ الروايات أمرتْ بالعرض على كتاب الله مطلقاً أي ما بين الدفّتين ، بخلافه في الأدلّة الثلاثة السابقة التي كانت بصدد نفي السالبة الكلّية التي يدّعيها الأخباريّ وإثبات الموجبة الجزئية أي الحجّية لبعض ظواهر الكتاب العزيز . محورية القرآن في معارف الدين في ضوء معطيات حديث الثقلين يمكن القول أنّ أحدهما في عرض الآخر ؛ الأمر الذي يدلّ على أنّ حجّيتهما مستقلّة عن بعضهما . إلاّ أنّ ثمّة نصوصاً وروايات قرّرت بأنّ أحدهما أكبر من الآخر أو أعظم منه ، وهذا الأعظم هو كتاب الله لا محالة ، ومن ثمّ فالتفضيل بالأكبرية أو الأعظمية يعني أنّ الأصالة والمحورية في معارف الدين إنّما هي للقرآن الكريم وأنّ العترة في طول القرآن . استناداً لذلك طرح السؤال الآتي :