مَن تكلّم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ . فإنّ الحكم بالخطأ مع فرض الإصابة ليس إلاّ لكون الخطأ في الطريق ، وكذا قوله عليه السلام في حديث العياشي : إن أصاب لم يؤجر » [1] . بناءً على ذلك فإنّ المناهج المعرفية كالمنهج الفلسفي والتجريبي والعرفاني والأخباري والكلامي سوف تختلف روحاً ونتيجة ، وهي جميعاً قراءات متعدّدة للواقع ، ثمّ إنّها ليست صحيحة فحسب بل وجودها ضروريّ في الفكر البشري لأنّها أفهام وطرق للكشف عن الواقع . وبذلك يتّضح أنّ الملاك في معرفة الظهور الموضوعي وتمييزه عن الظهور الذاتي هو وجود المنهج المعرفي الصحيح وعدمه . فهذه مجموعة مختصرة من الأبحاث والإثارات العلمية التي حاولت هذه الدراسة الإجابة عليها ، مضافاً إلى المسائل الأخرى التي اشتملت عليها والتي لا تقلّ أهمّية عمّا ذكرناه في هذه المقدّمة . مباحث الكتاب اشتمل الكتاب على مبحثين : المبحث الأوّل : الأمور العامّة . وفيه فصول : - الفصل الأوّل : هل حجّية الظنّ ذاتية ؟ - الفصل الثاني : إمكان جعل الحجّية للظنّ . - الفصل الثالث : تأسيس الأصل عند الشكّ في الحجّية .
[1] الميزان في تفسير القرآن ، السيّد محمّد حسين الطباطبائي ، صحّحه وأشرف على طباعته الشيخ حسين الأعلمي ، الطبعة الثانية المحقّقة ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات : ج 3 ص 88 - 89 .