< فهرس الموضوعات > التعليق على التقريبات ببيان أمور < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الامر الأول : التوصيف على نوعين < / فهرس الموضوعات > الضرورة . فالخلاصة : أن القول بتركيب المشتق يستدعي القول باشتماله على نسبة تقييدية ، والنسبة التقييدية كالنسبة التامة مفتقرة إلى الجهة ، فيكون لفظ ( بالامكان ) قيدا لها كاشفا عن كيفيتها الواقعية ، وإنه وإن أصبح جزءا من المحمول إلا أنه لم ينسلخ عن مرآتيته وجهتيته للنسبة التقييدية . وبناءا على ذلك فلا بد من وجود جهة أخرى للمحمول المؤلف من الموصوف والوصف والجهة ، وليست تلك الجهة إلا الضرورة ، فتحقق الانقلاب من الامكان للضرورة . وأما لو قلنا ببساطة المشتق فلا توجد حينئذ نسبة تقييدية تحتاج لجهة الامكان ، بل ليس في الجملة إلا النسبة التامة مع جهة الامكان ، فلا ينقلب الامكان من كونه جهة لتمام القضية إلى كونه جزءا من المحمول ، ولا يتحقق الانقلاب من الامكان للضرورة . وبذلك يتبين لنا أن دعوى شيخ الاشراق السهروردي - وهي انحصار جهات القضايا في جهة الضرورة - تامة وصحيحة بناءا على القول بتركيب المشتق ، لارتباط سائر الجهات المذكورة حينئذ بالنسبة التقييدية المستفادة من المشتق وتحولها إلى كونها جزءا من المحمول ، فتحتاج القضية بأسرها لجهة أخرى غير الجهات المذكورة فيها ، وليس إلا جهة الضرورة . أما لو قلنا بالبساطة في المشتق فلا تتم هذه الدعوى كما هو واضح مما سبق بيانه ، هذا تمام الكلام حول تقريب كلام الفصول في شرحه لدعوى الانقلاب المطروحة في كلمات المحقق الشريف الجرجاني . وتعليقنا على هذه التقريبات كلها يتم بعرض أمور : أ - إن التوصيف على نوعين : 1 - تقييدي 2 - إخباري .